لا يهمني إلا نصرة الدين الحنيف، وأن يجعل الله كلمته هي العليا وأن يؤيد المسلمين ويعزهم في الدنيا والآخرة.
أما أولئك الذين في قلوبهم مرض فسيكفينا الله شر ما صنعوا هدانا الله وإياكم إلى السبيل القويم.
وقد دوت أسلاك البرق بخبر ذلك الحادث واشتغلت الصحف على اختلافها وتغاير أجناسها ولغاتها، وتباين مبادئها باستنكار الفعلة نداء لواجب الضمير، نداء لواجب الحق لا أقل ولا أكثر، فانهالت مئات البرقيات على الديوان الملكي بالتهنئة على سلامة جلالة الملك المعظم من تلك المكيدة المدبرة، وباح الشعراء والخطباء بالقصيد والخطب والنشيد، وأحسن ما قيل في الموضوع ما ألقاه الشاعر الزركلي في قصيدة، من أبياتها:
ضل الجناة سبيل النيل من ملكٍ ... لولاه ما صين بيت الله والحرم
عبد العزيز الإمام الحق تكلؤه ... عينٌ من الله لا جندٌ ولا جشم
البغي والكيد مدا حوله شركًا ... فكان في شرك الجانين حتفهم
سلت يد البغي نصلًا دون طعنته ... جبريل يرغي وميكائيل يحتدم
وقى سعود فتى الفتيان خير أب ... فردها طعنة نجلاء تخترم
وقال بابنك إن كان الفداء فدا ... هذي يدي وزنادي القزم لا الضرم
تناول الفاتك الجياش يرفعه ... كالصخر بالزبد الهدار مصطدم
لولا الأناءة ولولا الحلم لانعقدت ... سحابة النقع وانهلت دمًا ديم
وقال الشاعر الفصيح أحمد بن إبراهيم الغزاوي شاعر جلالة الملك:
أبى الله إلا أن يتم ضياءه ... ويرفع للدين الحنيف لواءه
ويحفظ في عبد العزيز وشبله ... على رغم كيد الخائنين بناءه
فإن عظمت يوم الإفاضة كربةٌ ... وخف لها التوحيد يحمي ذماءه