لكل ذي ثقةٍ صفت مودته ... ما شابها كدرٌ أو شائنٌ شانا
وواصل مع بن الوالدين ولم ... يضمر لإخوانه حقدًا وأضغانا
من الدعاة الأولى للدين قد نصروا ... وهدموا من بناء الشرك أوثانا
نالوا من الفقه والتوحيد مع أدبٍ ... كانوا وربي لهذا الدين أركان
ففاق في الفقه والتوحيد مع أدب ... والحفظ والفهم للمعلوم أقرانا
فذكره يغني عن عدي مناقبه ... كفى بذلك عما قلت برهانًا
يا لهف نفسي ويا حزناه يا أسفي ... على فتى فاضلٍ أضحى وقد بانا
قد كان لي والدًا بالنصح ينصح لي ... حانٍ على رقيق القلب حنانا
فعيني رؤيته وسمعي نغمته ... وكفي راحته يبكين فقدانا
فما حمام على أيك مرزءةٍ ... مرجعاتٍ بطول الدهر أشجانا
يدلكن بالأرض أكبادًا مليعةٍ ... يسبلن دمعًا كسفح المزن هتانا
يندبن فرخًا من الأفراخ ذا زغبٍ ... لا يستطيع مع الأطيار طيرانا
تخطفته من العقبان جارحةً ... وما به قصدت رحمًا وإحسانا
يومًا بأحزن مني حين غيبه ... لحدٌ وسُربلَ بعد النزع أكفانا
فالله يسقي ضريحًا حله ديما ... من سحب عفو ويرضى عن رضوانا
يا رب أبقٍ لنا أشياخ ملتنا ... للدين والعلم والإسلام أزمانا
أعلام حقٍ نجوم المجد ثاقبةً ... أفق الهداية من أنوارهم زانا
تنفع بهم طالبًا للعلم مجتهدًا ... وتهدي ذا حيرة وترم شيطانا
ثم الصلاة على الهادي بسنته ... والصحب والآل من بدينه دانا
والتابعين لهم ما قال قائلنا ... نرضى بما قدر الرحمن مولانا
وممن توفى فيها من الأعيان أيضًا الشيخ التقي الأديب الفاضل محمد بن عبد الله آل خنين رحمه الله تعالى وعفا عنه، وكان تقيًا ورعًا زاهدًا، وقد طلبت من أخيه لأمه الشيخ الفاضل راشد بن صالح بن خنين أن يجود علينا بترجمة أخيه عبد الله، فبعث إلي بهذه الترجمة التي سأجعلها على سبك تأليفنا: