هناك ولا تزال أسواقها عامرة بالبيع والشراء وهي كثيرة كالجودري والمدعى والحلقة وسوق الليل والمسعى والقشاشية وسويقة والسوق الصغير وشارع الملك عبد العزيز وشارع الأمير فيصل وغير ذلك، وما حاراتها جياد وشعب عامر وسوق الليل والقشاشية والمعابدة والشامية وجرول والشبيكة وحارة الباب والمسفلة وغزة والقرارة والنقا.
وغالب سكانها مجاورون من جاوى وحضرموت والهند وغير ذلك، أما أهلها المتأصلون فإنهم على قدر النصف من ذلك، وكان يرد عليها من الفواكه والحبوب والأرزاق شيء كثير، وقد قال الله تعالى:{أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا}[القصص: ٥٧]، فيجلب إليها البطيخ والقثاء والباذنجان والرمان والليمون والبرتقال والسفرجل والخيار والحبش والبصل والتين والبطاطس والدبا والغنم والبقر، أضف إلى ذلك العنب وأنواع التمور والخضر، ولا ريب أن لديهم بركة كما دعى لهم الخليل عليه السلام ولكل بضاعة سوق خاص فللقماش سوق، وللنجارة كذلك حتى تصل إلى مبيع الفحم والحطب.
ولقد بنى صاحب الجلالة الملك عبد العزيز مساجد كثيرة فيها وجدد مساجد أيضًا وقد كتب على ألواح فيها من الخارج بالخط البارز براعة استهلال:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}[التوبة: ١٨]، ومن أهم المساجد التي رأيتها فيها بعد المسجد الحرام مسجد بناه الملك المذكور، وكان يقع أمام قصره في المعابدة، وقد أحكم بالإسمنت المسلح.
المسجد الحرام في الوقت الحاضر
إذا دخلنا مع باب السلام إلى المسجد الحرام فإنا نجد هناك مكاتب ملئت بالكتب والمصاحف والدفاتر والأقلام والمحابر وما إلى ذلك، ومما يؤسف جد الأسف أن غالب هذه الكتب إنما هي عصرية لكنه قد يوجد في بعضها كتب دينية وإننا لنأمل من أرباب هذه المكاتب لما عرف من أدبهم وأخلاقهم الطيبة أن يجزلوا