للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبيه" وابنه عبيد الله، والحجاج، وموسى بن نصير، والبطال، فلا ننسى ما لهذا الأمير من الشجاعة والجراءة والأخذ على أيدي العتاه والمفسدين، وإليك بعضها:

جاء ذات يوم إلى قصر جلالة الملك في الرياض بضعة رجال من بني مرة يطلبون عيشًا وكسوةً، فكان لهم ما يبغون ثم ارتحلوا فمروا في طريقهم ببعض الأباعر ترعى فساقوها أمامهم نهبًا وقهرًا لأهلها، فشكى أهالي الأباعر إلى جلالة الملك عبد العزيز، فبعث بنجاب يحمل الخبر إلى أمير الحساء عبد الله بن جلوي، فما وصل إليه الخبر حتى تحركت أسباب السعي في إحضارهم والبحث عن الأشقياء اللصوص، فما هو إلى أربعة وعشرون ساعة حتى جاءوا بهم والأباعر المسروقة ومثلوا أمام عبد الله بن جلوي، فكان سؤال وجواب، ثم أمر بهم إلى الساحة، وساحة الإعدام شيء هائل فظيع يركعون فيها المذنب على ركبتيه ثم يرقص أمامه معاون الجلاد ليلهيه عن السيف المرفوع فوق رأسه، ثم يكزه السياف وكزة سريعة يتحرك معها الرأس إلى الإمام فيتقلص عصب الرقبة فيضربها السياف إذ ذاك ضربة واحدة يطيح معها الرأس إلى الأرض، وفي ذلك اليوم لمع سيف الأمن لمعات ثمان في ساحة الهفوف فوقعت على الأرض ثمانية رؤوس من يني مرة.

وأتي إليه لص فأخبره أنه رأى كيس أرز قد سقط في موضع كذا، فقال له وما أدراك بأنه أرز؟ قال: حسسته بإبهام رجلي، فأمر به فقطعت رجله التي مسه بها.

وسقط حمل بعير على الأرض وتعلقت الحبال به فما تدر أحد الدنو منه خشية أن يسرق فتكون التبعة عليه، وهلك البعير لما لم يكن صاحبه موجودًا.

وذهب العمال مرة لخرص الثمار وتزكية المواشي، فلما قربوا من بعض القبائل قام رجل من القبيلة وركب فرسه وجعل يتهدد ويتوعد العمال أن لا يزكوا، فأحجم العمال وكفوا خشية أن يكون ذلك عن ممالاة من القبيلة كلها، فقام إلى العمال قبيلة الرجل وهم العجمان قائلين: اتركوه وجهله وزكوا الأموال فإنه رجل جاهل مسكين، ووقف العجمان يطالبون بالتزكية وليس من العدل أن تؤاخذ بجريمته، فقام العمال بشأنهم وزكوا الأموال ورجعوا يخبرون أمير الإحساء بما صدر