للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الله رب العرش أشكو مصيبتي ... وما حل فينا من عظيم المصائب

إلى الله أشكو لا إلى الناس حالتي ... فهب لي اصطبارًا منك يا خير واهب

مصابٌ دهى قلبي فهيج عبرتي ... سأبكيه دهري بالدموع السواكب

فجعت به فالله يبرد لوعتي ... وينعشني بالصبر أسنى المراتب

فآها على عبد العزيز وفقده ... وآها على فقد العلى والمراتب

وأها على تلك المجالس والبها ... فمن مثله في الشرق بل في المغارب

رزئنا به طرًا فيا عظم فادح ... فأعظم به صدعًا عظيم النوائب

فثلمته كبرى لدى كل عاقل ... مصيبته عظمى من أعلى المصائب

فمن مثله فينا وأين نظيره ... مديمًا على التعليم أسنى المراتب

حريصًا على نفع الورى واهتدائهم ... عزيزًا عليه الميل نحو المعائب

يعيد دروسًا زانها الله بالبها ... على عدد الساعات ليس براغب

صبورٌ على حلو الزمان ومره ... شكورٌ لفضل الله مسدي المواهب

لقد كان يحنو للفقير برقةٍ ... إذا عام في التطلاب صافي المشارب

يقر به طورًا وطورًا يحثه ... على السعي في نيل العلى والمكاسب

به الغرباء تهتف من كل جانبٍ ... يشجعهم للفقه في كل واجب

قضى عمره درسًا وتعليم جاهل ... ونصحًا وإرشارًا لدى كل صاحب

مديمًا على بحث الغوامض جهده ... بفكرٍ وفهمٍ مستنير وثاقب

لقد كان في علم الفرائض آية ... فسبحان من قد خصه بالمواهب

يفكك تركيباتها وحسابها ... له نظر في فقهها والغرائب

إذا خاض في أبوابها وعلومها ... وأحكامها يومًا أتى بالعجائب

له همةً في النحو ليست لغيره ... له نهمةٌ يدري بها كل طالب

له البحث والتقرير للعلم والهدى ... ألذ وأشهى من وصال الحبائب

ينافس في كسب العلوم وحفظها ... بعيدٌ عن الفحشا وقرب المعائب

فكم من سؤال حله يحوابه ... بفهمٍ دقيقٍ جيد غير عازب