للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجالسه كانت علومًا وحكمةً ... وفقهًا وتحقيقًا لذيذ المشارب

فهمته في العلم يدري بها الورى ... فسل منصفًا ينبيك عن ذي المناقب

لقد كان منهومًا وقد كان مولعًا ... وقد كان مشغوفًا بنيل المآرب

وكان عفيفًا قانعًا متواضعًا ... فما همه تطلاب نيل المناصب

ولا رفعةً بين الورى ورياسة ... يريد بها الدنيا ونيل المكاسب

له همةٌ تسعى إلى طلب العلى ... ومذهبه والله خير المذاهب

مشايخه قومٌ هداة أجلةٌ ... لقد خصهم ربي بخير المواهب

يوالون في الرحمن من كان مخلصًا ... يعادون أهل الزيغ من كل ناكب

يحبون في ذات الإله ذوي الهدى ... ويهدونهم عن مقحمات المعاطب

ويدعونهم بالقول والفعل جهدهم ... إلى الله رب العرش من كل جانب

سجيتهم بث النصائح بينهم ... فهم قدوة الساري نجوم الغياهب

وهم زينة الدنيا مصابيح ليلها ... مشارقها طرًا كذا والمغارب

عليهم سلام الله يترى مضاعفًا ... بعد هتون الغيث بين السحائب

ويا معشر الإخوان إن وصيتي ... إليكم بتقوى الله أعلى المطالب

عليكم بإخلاص المقاصد جهدكم ... عليكم بدرس العلم أسنى المراتب

ولا تبعدوا عن شيخنا ودروسه ... فمشربه والله عذب المشارب

وأوصيكم بالصبر وادعوا لشيخكم ... فربي سميعٌ يستجيب لطالب

عسى رحمة المولى نعم لذاته ... فهبه الرضا والعفو يا خير واهب

عسى جنة الفردوس تجمعنا به ... ويأجرنا فيما دها من مصائب

عسى دارنا يوم المعاد وداره ... بدار البقا والخلد أعلى المطالب

وصلِّ وسلم دائمًا بتصاعفٍ ... على المصطفى والآل مع كل صاحب

صلاةً وتسليمًا يفوق لعدنا ... يفوق لعد القطر من ذي السحائب

وهذه مرثية في المتوفى قدس الله روحه أنشأها المحب في الله الأخ نصيان بن حمد آل نصيان، وهي حسنة قوية، قال رحمه الله: