أعينيَ جودا بالدموع السواكب ... على من دهانا موته بالمصائب
على شيخنا عبد العزيز لفقده ... تبدت كلوم القلب من كل جانب
ففي موته منا القلوب تصدعت ... وحارت دموع العين بين الجوانب
لقد كان ذا علم وكان مسددًا ... بنحو وقرآن وإرشاد طالب
وقد كان شيخًا في العلوم جميعها ... بهمته يسمو لأعلى المراتب
إلى مسلك التوحيد قد صار آيةً ... بهطال وبل العلم مثل السحائب
فصار لنيل العلم مرقىً وسلمًا ... بتسهيل حل المشكلات الغرائب
وصار إمامًا حاذقًا متفننًا ... له القدم الطولى بحل الغرائب
إلى الله نشكو ما دهانا بموته ... فلا غيره يرجى لجبر المصائب
عليه توكلنا بتسليم أمرنا ... مددنا يدًا نحو السماء بالمطالب
فلا نلتجي إلا إليه ولا لنا ... سوى ربنا المعبود جزل المواهب
لقد هالنا يوم دهتنا خطوبه ... بموت جليل القدر سامي المناقب
فيا ثلمةً هدت من العلم جانبًا ... ويا لوعة الإخوان من كل صاحب
ويا فرجة التدريس من بعد أنه ... محافله محفوفةٌ بالمكاتب
لفقد إمامٍ كان يبدي دروسها ... ويهدي مخباها إلى كل راغب
نعته خطوب الموت من بين أهله ... ومن بين جيران ومن بين صاحب
فكم قبله جته المنية بغتةً ... فعضت عليه في حداد القواضب
وكم قد دهتنا قبله من رزيةٍ ... نسينا بذكرى موته كل صاعب
لقد خمدت تلك الدروس لفقده ... وسفت عليها الريح رمل الكتائب
فنبكي عليه لوعةً في قلوبنا ... وفي القلب حرٌ شاعل بالملاهب
لقد جدد الأحزان من بعد سليها ... وأجرى دموع العين فوق الحواجب
وقد أوجعتنا فرجة الحبر شيخنا ... وناهت رزاياها بهد الجوانب
لعشرٍ خلت في طلعة الفجر موته ... سينبيك عن تحريرها خط كاتب
بشهر صفر في جمعةٍ من صباحها ... على نعشٍ نحو المقابر ذاهب