ثمان سنين بعد خمسين قد تلت ... ثلاث مئين بعد ألف لحاسب
وعجل في التجهيز من كان غاسلا ... وسجاه ثوبًا بعد شد العصائب
ليبكي على التحقيق من كان باكيا ... لأن ذويه ذاهب بعد ذاهب
فقد جاء في الأخبار عن سيد الورى ... بأن ذهاب العلم موت الأطائب
فيا ربنا يا ملتجانا وجبرنا ... أغث قبره من مدك بالمواهب
وأسكنه جنات النعيم تكرمًا ... ونور له في القبر يا خير واهب
وأنهله من حوض النبي محمد ... بكاسٍ روي سائغ للمشارب
وافرغ علينا الصبر يا خير من دعي ... لجبر قلوب هدمت بالمصائب
وابق لنا بحر العلوم إمامنا ... يزيل الصدى جالي ظلام الغياهب
وشيخٌ لنا يحكي المهمات كلها ... ولم يثنه في الله شوب الشوائب
سمي ابن خطابٍ عفيفٌ وذو تقى ... وحامي حمى السمحاء عن كل ناكب
ومن معدن بالعلم قد طاب أصله ... من آل سليم من كرام أطائب
وإخواننا من كان للعلم طالبًا ... ومن قرر التوحيد أعلى المذاهب
ومن كان في الإسلام يبدي ودادنا ... على القرب أو في شرقها والمغارب
وصل على المبعوث من آل هاشمٍ ... محمد المختار من نسل غالب
بعد الحصى والرمل والحب والنوى ... وما هل في الغبراء وبل السحائب
وما غردت طيرٌ بأغصان دوحةٍ ... وما وقع العصفور فوق الذوائب
وما أم بيت الله من كل ناسك ... على نجب تطوي قفار السباسب
وأصحابه والتابعين على الهدى ... وأنصار دين الله من كل صاحب
وهذه مرثية قلتها في المترجم وبعثت بها إلى بعض أصدقائنا بهذه المقدمة:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فإنه لما كان في ١٠ صفر سنة ١٣٥٨ هـ توفى الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي غفر الله لنا وله، فوجل المسلمون لوفاته ومصابه، لما أن أودعوه قبره وأهالوا ترابه وعظمت لفراقه الأحزان، وهاجب له الهموم والأشجان، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فلما أن