كذاك صلوا على خاتم الورى ... نبيٌ أتى من لؤي بن غالب
وأزكى صلاة الله جل ثناؤه ... على خاتم الرسل الكرام الأطائب
محمد المبعوث للناس رحمةً ... بشيرًا نذيرًا لعجمها والأعارب
وأصحابه والآل ما هبت الصبا ... وما أنهل ودق من خلال السحائب
ومن مرثية قالها فيه تلميذه محمد بن صالح بن صليم مادحًا للمترجم ومنوهًا بفضله:
فتىً قد سما مجدًا وقد فاق نهمةً ... عليه وقار كاللالئ ناثر
لقد كان ذا علم وبالفقه حاذقًا ... مقيمًا على التدريس لله صابر
يعيد دروسًا مرةً بعد مرةً ... سناها كضوء الشمس بالأفق ناشر
إذا قرر التوحيد يومًا رأيته ... على منهج الأبرار باقصد عابر
وما ضره غمد ولكن مصيبةً ... بفقدانه دمع على الأرض قاطر
إلى الله نشكو جميع بلائنا ... وما لاعنا من فادح الدهر باهر
وقد جاء عن المعصوم نصٌ مصرحٌ ... رواه ابن عمرو في الصحيحين صائر
فليس ذهاب العلم نفس انتزاعه ... ولكن بموت من عليه يصابر
وذي سنة من ربنا قد قضى بها ... وكل لتقادير الإله يبادر
فكم متعب في الدين والعلم نفسه ... بجد وإقبال على العلم ساهر
يموت وكم مفني لعمر سبهللا ... يعمر دهرًا وهو للحق باطر
فيا ربنا يا من إليه ابتهالنا ... ويا من لزلات المسيء ساتر
ويا منقذًا ذا النون من وسط لجةٍ ... عليه طباق البحر بالموج زاخر
ويا راحمًا أيوب من بعد ضره ... أغث قبره جودًا رذاذًا يبادر
وأسكنه من أعلى الجنان محلةً ... ينعم فيها يوم تبلى السرائر
فيا أيها الأخوان جدوا بجهدكم ... على طلب الأرباح ذاك التفاخر
أقيموا على نيل العلوم نهاركم ... كذا ليلكم سمرًا ولله بادروا
الخ وهي حسنة، وقد قيلت فيه قصائد رئي بها غير ما تقدم تركنا إيرادها