للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هو العلم قال الله قال رسوله ... وأهل الهدى من كل آل وصاحب

ولا تؤثروا يومًا على العلم شهوةً ... ولا لذة مطعومنًا والمشارب

أكبوا عليه باجتهادٍ ورغبةٍ ... وبحثٍ طويلٍ عن مباحٍ وواجب

ولا تقتدوا بي بالبطالة والردى ... فإن اقتداء بالردى غير صائب

فآهًا على عمرٍ مضى لي سبهللًا ... وآها على التفريط يا ويح كاذب

فيا رب وفقني تدارك ما مضى ... من العمر والتفريط تبًا لخائب

وقد قيل لو بالصين فاطلبوه (١) بجهدكم ... وسيروا له باليعملات النجائب

وللعالم فضل على كل عابد ... كبدر تمام مضلةٍ للكواكب

فمن في السماء والأرض تدعوا جميعها ... بغفران ذنبٍ للهداة الأطائب

وحيتان بحرٍ والسباع جميعها ... كذا نملةٍ في الجحر تدعو لطالب

وعالم صدقٍ يستضاء بنوره ... أشد وأقوى من له ألف راهب

على ذلك الشيطان يحرق نوره ... جميع العتاة من رجيمٍ وكاذب

ثم أخذ يمتدح الشيخ عمر بن محمد بن سليم ويدعو له بالبقاء، ويذكر مآثره وما له من المقامات بين أهل الإسلام التي فاق بها من سواه فقال:

فيا فالق الحب ويا فالق النوى ... ويا خير مسؤول برغبة طالب

تفضل علينا بامتنان بشيخنا ... وفاروقنا بدر الدجى والغياهب

وشمس تضيء للأنام منيرةً ... إذا ما غشى ديجورها كل ثاقب

وحان بنا من حادث الدهر محنةً ... وأظلمت أرجاء لنا بالنوائب

أزال لها بالعلم نورًا وحكمةً ... بتبيان مسنون وحضر وواجعب

فسيرته في المسلمين جميلةً ... وأفعاله محمودةً في العواقب

أدام لنا منه علومًا كثيرةً ... وصالح نسل عاقبًا بعد عاقب

ومد له في العمر طولًا وفسحةٌ ... على عمل يرضي جزيل المواهب

يكون لنا كهفًا منيعًا عن العدى ... نلوذ به عند اشتداد النوائب

فضجوا جميعًا بالدعاء برغبةً ... وتأمين بعض يستجاب لطالب


(١) لو قال .. وقد قيل لو بالصين فاسعوا بجهدكم، ولسلم من الانكسار.