للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكل بها وقت الصباح وفي المساء ... يروح ويغدو زانها كل راغب

أحاط بها أمر المليك فأصبحت ... معطلة تبكي على فقد طالب

فآها على تلك الرياض قد أقفرت ... رياح بها تسفوا على كل جانب

فيا عين جودي من الدمع هاتفًا ... وسحي دموعًا كالسحاب السواكب

على عالمٍ حبرٍ لدى القبر قد ثوى ... وحيدًا وخال من جليس مصاحب

سوى ما مضى من صالح السعي خالصًا ... بريئًا من الأشرار خالي الشوائب

سقى قبره الرحمن وابل رحمةٍ ... وهتان عفو من جزيل المواهب

وبوأه ربي من الخلد منزلًا ... ووصل حسان ناعمات كواعب

ولو كان يجدينا كثير من البكا ... بكينا عليه من دم القلب رائب

فما نفع الخنسا بكاء لصخرها ... ولا ثاكلًا مجروحةً بالمصائب

ولو كان نفديه بمالٍ وأنفسٍ ... وجاه أتينا بالعجيب العجائب

ولكن حكم الله لا بد نافذ ... وأمره غلاب على كل غالب

فما كان للمرء يقينًا يصيبه ... وما أخطأ الإنسان ليس بصائب

فأعظم به خطبًا ورزء ومحنةً ... وليلٍ بهيم مدلهم الغياهب

فأحسن ربي جميعًا عزاكمو ... مع الغفر للميت وجبر المصائب

وهذا اقترابٌ للزمان خطوبه ... كسلك نظام مثلت بالتقارب

تموت خيار الناس تبقى شرارها ... وهذا قريب من ظهور العجائب

وقد أخبر المعصوم عن قبض علمنا ... بموت الرواة والهداة الأطائب

وموت عليم في الخليقة ثلمة ... وليس لها سدٌ يطاق لطالبٍ

كذا قيل في المنقول موت قبيلةٍ ... لأَيسر من قبض الفقيه وطالب

فيا معشر الإخوان جدوا وشمروا ... إلى طلب العلى وخير المكاسب