يقطع ساعات النهار بدرسه ... ويبديه جهرًا في زوايا المساجد
إذا خاض في علم الأصول رأيته ... بصيرًا خبيرًا مرشدًا كل وارد
يقرر توحيد العبادة جهرةٌ ... ويبذله لكل باغٍ وقاصد
وإن خاض في علم الفرائض خلته ... ففيها عليمًا قد حوى كل شارد
وإن خاض في علم الفروع وجدته ... خبيرًا بأقوال الهداة الأماجد
ويحكي خلافًا قاله كل عالمٍ ... ويسرده عن واحد بعد واحد
وأما علوم النحو فهو مسدد ... يعيد ويبدي مظهرًا للفوائد
فيا رب تنفعه بما قد منحته ... يكون له يوم اللقا خير شاهد
ويا رب بوءه من الخلد منزلًا ... مع السابقين الأطيبين الأماجد
ثم أخذ يدعو للمشايخ، فلولا هم لأظلمت البسيطة، ولولا هم لمادت بأهلها الخ، وهي تبلغ واحدًا وثلاثين بيتًا، تركناها خشية الإطالة.
وقال الأخ المحب عمر الوسيدي مرثية في الفقيد جعل لها مقدمة، ثم أتى بها، وهذا نص القصيدة المشار إليها:
أتانا كتابٌ من صديقٍ وصادقٍ ... قريبٍ وصاف بالوداد المقارب
فلما قرأت الكتاب وجدته ... يعزي بموت من دهى بالمصائب
خررت صريعًا باكيًا عظم ما بدا ... ونيران حزني أوقدت باللهائب
هو الشيخ عبد العزيز وحبرنا ... إمام الهدى نسل الكرام الأطائب
صلالة إبراهيم (١) العبادي ونجله ... فقك جاد نفعًا في الورى كل طالب
وقد كان ردء في القضاء لشيخنا ... وتدريس سكان بها وأجانب
له مجلسٌ عن رونق الحسن والبها ... يلوح ويزهو زانه كل طالب
وفيه من الأحكام در نفيسةٌ ... كروضة مرباع زهت بالجوانب
(١) فيه زيادة سبب خفيف.