للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسبحان ربي يمنح العلم من يشاء ... مواهبه ليست ترى في التلاعب

فوا حر قلبي من فقيد مفارقٍ ... إلى عسكر الأموات أضحى بذاهب

مجالسه قد عطلت عرصاتها ... وقد أفلت أنوار تلك الكواكب

أرى ثلمه والله ليس يسده ... فئام كثير قد سعوا في المراتب

فيا ثلمةً عادت علينا بحسرةٍ ... وعمت مصابًا عجمها والأعارب

فيا رب يا مولاي يا خير منجدٍ ... أنله الرضا والعفو يا ذا المواهب

وبوءه في الجنات ارفع غبطةً ... تقر له عينٌ بعالي المراتب

لأن كان رب العرش عنا أماته ... سقته المنايا من كؤوس المصايب

فحمدًا لمولانا على كل حالةٍ ... مقاديره فينا تصيب لهارب

وما من بقاء يرتجى لمؤملٍ ... وفينا من الأحبار عالي المناقب

وأعني به الحبر الهمام الذي له ... مناقب مجدٍ ساميات المراتب

هو الشيخ ذو العرفان نجل محمدٍ ... تفرع من غر كرامٍ أطائب

جزاه إله الخلق عنا بفضله ... فقد كان أستاذًا أتى بالرغائب

وأرغم أهل الزيغ من كل ملحدٍ ... وكشف أستارًا لغمض المذاهب

وصل إلهي كلما هب ناسم ... وما ماض برق من خلال السحائب

على المصطفى بل سيد الرسل كلهم ... وآلٍ وأصحاب سموا في المناقب

بعد هتون القطر من وابل السماء ... وما حج بيت الله من كل راكب

وهذه مرثية أنشأها الشيخ عثمان بن أحمد بن بشر في المترجم وقد أقمنا ما تكسر من أبياتها من غير تصرف لطلب الناظم منا لذلك:

إلى الله أشكو لوعتي ومصيبتي ... على فقد أهل العلم من كل ماجد

فهذه علامات الدبور بوقتنا ... إذا مات منهم واحد بعد واحد

فقد حل مصداق ما قال ربنا ... ففي الوعد قد جاء بنقص الأماجد

كذلك ما قد قاله سيد الورى ... بموت رعاة الدين أهل التعاضد

كمثل الفتى عبد العزيز أخي الحجا ... تقيٌ نقىٌ طيب العرض زاهد