للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منصب رئيس الوزراء، وقام فرق الصاعقة يلبسون لباسًا بنيًا، واستولوا بالرعب وحلوا البرلمان، واستولى هتلر ووزرائه على كل السلطات في ألمانيا، وكانوا يستطيعون أن يسنوا أي قانون ويعملوا ما يريدون، وكانت ألمانيا عبارة عن جمهوريات يضمها اتحاد فدرالي فأنهوا الاتحاد وركزوا كل السلطات في برلين وعينوا دكتاتورين في كل مكان، وكل واحد من هؤلاء مسؤول أمام الدكتاتور الذي فوقه وهكذا، وكان هتلر بالطبع هو الدكتاتور الأعلى.

ولما مات رئيس ألمانيا هندنبرغ في أغسطس ١٩٣٤ هـ تسلم هتلر مركزه وقتل زعماء من جملتهم الجنرال شليشر الذي كان في يوم من الأيام مستشارًا، ولما قتل هتلر خصومه في ألمانيا وجمع بين الرئاسة والمستشارية وأصبحت جميع القوات مركزة بين يديه أصبح يدعى بلغو هرر أو قائد الشعب الألماني، فانتشر العاطلون الشقاء بين السكان، كما أنشئت معسكرات للعمل الإجباري، وأرسل إليها العمال، وخفت البطالة غير أن الحالة الاقتصادية لم تتحسن، وبدأت ألمانيا تتسلح سريا مما أثار مخاوف الدول الأخرى، ولم يحدث في العالم أحداث توازي نحو قوة ألمانيا النازية وزيادة تأثيرها في ظل هتلر، فهتلر اليوم يسيطر على أوربا، وكانت الدول الكبرى تنحني له اليوم وترتعد فرائضها لتهديداته، ولقد انتصرت ألمانيا لما خلق منها هتلر دون أن يكلفها أي انتصار عسكري أو أية حرب، وأصبحت دولة منتصرة قوية، وماتت معاهدة فرساي ودفنت.

ولما كان في مايو ١٩٣٥ م أعلن هتلر بصورة عنيفة الغاء الفقرات الخاصة بعدم التسلح، كما أعلن الخدمة العسكرية الإجبارية، ثم أخذ ينفذ أكبر مشروع للتسلح، ولم تفعل عصبة الأمم أي شيء اتجاه هذه الأعمال، فلقد كان الخوف يسيطر على أعضاءها وخصوصًا فرنسا، ولذلك فقد تفاوضت مع الاتحاد السوفيتي لعقد تحالف بينهما، ولقد قامت فرق الصاعقة بالعنف والإرهاب والتعذيب والضرب، وأشد حملاتهم على الشيوعيين، واستأصلوا جميع اليهود في الوظائف والأعمال وطردوا ألوفًا من الزعماء والأطباء والممرضات من اليهود، وأحلوا مكانهم ألمانيين،