الإشتراكي، وكان يؤيده في مبدأ أمره طبقة من ألمانيا، وكان جنديًا في صف ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، فنال وسامًا بدائيًا، وله من العمر إذ ذاك عشرون سنة، ثم بعد ذلك قام يتطلب المجد فانضم إلى ستة أنفار ثم زاد أتباعه إلى مائة واحد عشر، ثم إلى مائتين، ثم إنه ما زال يخدع الناس حتى أصبح أتباعه في خمسة آلاف، ثم بلغوا إلى مائة ألف، فلما عظم شأنه وعلا ذكره استجاب له أتباعه الذين وعدهم بالقيام بألمانيا والتقدم بها إلى الإمام وإنقاذها من رق الضرائب، وكان أسباب حبسه يرجع إلى ما تقدم من اشتراكه في الثورة، وكان ذلك وله من العمر ثلاثون سنة إلى خمس وثلاثين، وما زال يخطب الخطب الرائعة حتى استمال قولب العالم بها، ولخطبه وقع في النفوس لما له من الفصاحة وجودة اللفظ، وقوة الإرادة، حتى صوت له سبعة ملايين ولم ير أعظم من نفسه، كما في كلامه المشهور.
إن أمي مثلًا كانت تبدو تافهة في مجتمع نسائنا المثقفات فيه قد عاشت لزوجها وأولادها، وهذا كان عالمها الوحيد، ولكنها وهبت ألمانيا ابنًا.
وذكر مرة أن الرئيس هند نبرغ انتقد شبيبة يقولون له استيقظ استيقظ وهو ليس بنائم في الحقيقة، ففهم من ذلك الكلام أنهم يوجهون ذلك إلى ألمانيا، استيقظي يا ألمانيا لا يوجهون الكلام إلى شخصه.
فلما تولى هتلر الرئاسة قام بألمانيا خلال هذه السنوات الخمس وأخرجها من قالب الذل إلى درجة شخصت لها العالم بأبصارها، هتلر وما هتلر، كان عاملًا يطلي الجدران بالأصباغ في بلاده النمسا، ثم صار عريفًا في الجيش الألماني، واشترك في الحرب العالمية الأولى، ولما أن جرح وأصيب في المثانة وسرحته فرنسا من الأسر بعد الحرب راح يشتغل بالرسم في ميونخ، وما زال يتطلب المجد حتى أصبح ذلك الرجل العظيم الذي دوخ العالم، وبهرت شهرته الدنيا بأسرها، وقد كان يولي فلسطين العربية أهمية كبرى في منهجه الخاص المرسوم لتحطيم اليهود العالمية والقضاء على النفوذ البريطاني المنتشر في الشرق الأوسط والعربي قضاء لا رجعة فيه، لذلك طمع به ملوك العرب وأوفد ابن سعود إليه وفدًا برئاسة خالد أبي