الوليد للمفاوضة في شأن تسليح المملكة العربية السعودية باحدث الأسلحة الألمانية التي طبقت شهرتها الخانقين، كما قد طلب منه الملك غازي تسليح العراق بأسلحة حربية حديثة، كان أخطرها المدافع المضادة للطائرات التي أهداها هتلر إلى الجيش العراقي سنة ١٩٣٩ م.
ولما أن قدم وفد ابن سعود على هتلر سأل هتلر رئيس إذاعته يونس بحري عن خالد هذا بعدما أبدى إعجابه بالملك ابن سعود وأنه رجل عصامي خلق في الصحراء مملكة ووحد القبائل والإمارات، وإنه رجل يستحق كل الاحترام، ولما أن أراد هتلر العظيم زعيم ألمانيا أن ينفذ خطته أمر الغو هرر في ليلة ٢٠ نوفمبر الموافق تشرين الثاني جيشه بالزحف على بولندا، فاخترق الجيش الألماني الممر الكوريدور الكاين بين ألمانيا وبولندا، واحتل مدينة وميناء دانزيك في حرب خاطفة صاعقية لم يعرف التاريخ لها مثيلًا بدون أن يعلن الحرب عليها، بل زحف فجأة وبدون سابق إنذار، وراحت القوات الجوية الحربية تقصف المدن والحصون الحربية البولندية تمهيدًا لتمكين الجيش الذي أطبق على قوات المارشال بلسوديسكي البولندي من كل حدب وصوب من تنفيذ الخطة التي رسمها هتلر ورؤساء أركان حربه بصورة محكمة، وقد استمات الجيش البولندي القوي في سبيل الدفاع عن مواقعه، غير أن السلاح الألماني الآلي الفتاك اكتسح ما يعترض في سبيله من معاقل حربية وحصون، وطحن الجيش البولندي الصامد في وجه ألمانيا طحنًا، فكانت الدبابات تمر على جثث ألوف المؤلفة من القتل.
وفي ١٨ يومًا انتهت معركة بولندا بدون قيد أو شرط أو تسليم، وأخمدت هذه الضربة كل مقاومة في أرجاء البلاد الشاسعة، ولما أن جرى ذلك كان قد عزم هتلر على إزالة بولندا من عالم الوجود ومسح اسمها من على الخارطة الأوربية مهما كلف الثمن، ثم إنه اقتسمها هو وروسيا بعد ذلك، وفي فجر اليوم السابع عشر من سبتمبر دخل الروس شرق بولندا، وما انصرم الشهر