مكانه تشرشل فلم تطل المدة بعد احتلال بولندا أكثر من سبعة أشهر حتى زحفت قوات الرايخ الثالث إلى الغرب حتى وقفت مرابطة على طول خط الدفاع الغربي الممتد من بحر الشمال إلى حدود سويسرا، وأخذوا يبدون تذمرًا صريحًا من جراء حالتهم المفجعة.
وفي صباح يوم ١٠ مارس ١٩٤٠ م أطلق هتلر رصاصة الانطلاق فانقضت الطائرات الألمانية الشتوكا على المعاقل والحصون الهولندية والبلجيكية والفرنسية واحتلت جيوش الرايخ الدانمارك بدون أن تلقى مقاومة، بل اكتفى ملك الدانمارك بتسجيل احتجاجه على خرق ألمانيا حياد الدانمارك، وكان الجنرال رومل يوقد القوات الألمانية، والجنرال غودريان يقود الدبابات التي اشتهرت في خلال الحرب الأخيرة بقوتها ومتانتها ومناعة دروعها الواقية، وراحت قوات الرايخ المسلحة لا تخرج من نصر إلا لتدخل في نصر جديد، واحتل الجنرال غودريان خط ما جينوا إذ وصل إليه من خلفه بطريق بلجيكا من حصن ليبج فقيردان، وسيدان، وانتهت هذه الحملة بتسليم فرنسا في ١٧ حزيران، وتم الاتفاق بين هتلر والمرشال بيتان على اقتسام فرنسا، فيحتل الجيش الألماني شمال فرنسا بما فيها باريس، ويبقى القسم الجنوبي من فرنسا تحت إدارة بيتان، على أن تكون عاصمته مدينة فيشي الشهيرة بمياهها المعدنية الصالحة لمعالجة الأمراض على اختلافها، ووقعت بينهما الهدنة على ذلك.
إن هتلر لعجيبة تصرفاته، فكيف يقر رئيس فرنسا ولم يحتلها بعد أن ألقت السلاح واستسلمت، كما أنه لم يحتل المغرب العربي بل أعطى هتلر المارشال بيتان القسم الأكبر من فرنسا واحتفظ لنفسه بالقسم الأقل، وسمح لبيتان بأن يستمر في حكم المغرب العربي، والاحتفاظ بالمستعمرات الفرنسية وبالبلاد الواقعة تحت الانتداب كسوريا ولبنان وتخومها، وأقوى احتمال قيل في ذلك هو أن هتلر يعرف بيتان من قديم ويفظ شجاعته في الحرب العالمية الأولى وظفره وانتصاراته، ولا ينسى له يدًا تقدمت في الحرب الأولى إلى هتلر لما سقط هتلر جريحًا في المعركة في