مثانته واقتيد إلى المستشفى العسكرية بمدينة ليل، فأجريت له عملية جراحية في المثانة ثم أطلق سراحه بعد الأسر، فصارت هذه عقدة لن ينساها أبد الدهر يعظم بيتان ويحترمه حتى حانت فرصة المكافاة، فيراه شيخًا أشيب مطاطا رأسه أمامه فيتفضل عليه ويسلمه عصا المارشالية، هذا الذي حمل هتلر على أن يفرط في مقدرات جيشه هذا التفريط، فلم يتم احتلال فرنسا، وترك الباب مفتوحًا، وهذا يعد من أخطائه الفاحشة، وقد أتيحت له فرص ينبغي له أن ينتهزها كما أهمل الاستيلاء على جبل طارق بإقفاله وإسبانيا، واعتبروا إحجامه خطأ عسكريًا يضاف إلى سلسلة الأخطاء التي ارتكبها أثناء الحرب، وكان واثقًا كل الثقة بأن النصر صائر إليه، وبما أن فرنسا العظيمة التي تقف في مصاف الدول الكبرى قد ألقت السلاح أمامه وسقطت تحت قوات هتلر وذلك لما قام سلاح ألمانيا الجوي محلقًا في جو فرنسا ونزل جنود المظلات في أسطحتها لم ترى بدًا من أن تسلم أمام قوات ألمانيا فإنه عزم على أن إنكلترا لن تستطيع الوقوف في وجهه وأمام قواته، وقد خاطب تشرشل في ١٩ تموز عام ١٩٤٠ م يقول:
على المستر تشرشل أن يصدقني حين أقول له أني أتوقع انهيار إمبراطورية عظيمة لم يكن بودي أن أعمل على تهديمها وتمزيقها وإني لواثق من أنه إذا طال هذا النزاع بيننا فإن أحد الفريقين سوف ينهار حتمًا والمستر تشرشل يعتقد أن هذا الفريق هو ألمانيا، وأما أنا فأعتقد أنه سيكون إنكلترا، ولهذا أجد من واجبي في هذه اللحظة وأمام ضميري أن أتقدم بالنصيحة إلى بريطانيا العظمى لتدرس الموقف في ضوء الحكمة والعقل، وأعتقد أن من حقي أن أنقدم بهذه الدعوة لأني لست المغلوب في هذه المعركة، ولا أرى سببًا لدوام هذه الحرب وامتدادها، وإني لحزين جدًا حين أفكر بالضحابا الكثيرة التي تسقط فيها، ولهذا أريد من كل قلبي أن أضع لكل هذه الأمور حدًا رحمةً بشعي وبالشعوب الأخرى، وكان جواب تشرشل على هذه الدعوة التصميم على المضي في الحرب إلى النهاية.
وكان المستر ونستون تشرشل رئيس الوزراء في الحكومة البريطانية جهارًا عنيدًا