والجنرال كوسترينغ الذي كان ملحقًا عسكريًا لألمانيا في موسكو، وعرف روسيا جيدًا، وارتبط مع ستالين بصداقة شخصية وأجمعوا على الوقوف ضد الهجوم على روسيا منذ البداية، وقدموا نصيحة خالصة لهتلر بأنه إذا كان مصممًا تصميمًا جديًا للهجوم على روسيا الشيوعية فإن عليه قبل كل شيء أن يعقد صلحًا عاجلًا مع بريطانيا، وبناء على ما تقدم فإنه وقف هتلر أمام أعضاء الرايخشتاغ النازي يلقي خطابه المشهور الذي عرض فيه لأول مرة بعد تسليم فرنسا على بريطانيا الصلح حقنًا للدماء في الغرب، وكان يعتقد بأن في استطاعته أن يصنع ميونخ جديدة يحمل فيها بريطانيا على التسليم بمطالبه وعقد صلح معها، ولكن المستر تشرشل الذي تسلم الحكم في بريطانيا بعد حكومة سلفه تشمرلن قد تعلم الدرس الكافي من محاولة ميونخ، وأصرَّ على مواصلة القتال، ولقد صرح الفيلد مارشال فون روندشتيت بأن الحرب مع روسيا هي فكرة جنونية، وإذا كان هتلر لا يتجنب هذه الحرب فلمرارتها وقسوتها تكون بضعة أشهر لا تكفي لقهر روسيا، فعلينا أن نستعد لحرب طويلة، وأن نسير نحو أهدافنا خطوة خطوة، وإن صيفًا واحدًا لا يكفي لكسب النصر، وفي ذلك الحين زار برلين الرحالة الأسوجي الشهير سفن هيدين وكان من أكبر الشخصيات الأوربية التي تعطف على ألمانيا، فروى أنه التقى في ستوكهلم بتاجر إنكليزي كبير استنكر الحرب بين ألمانيا وإنكلترا وطلب هذا التاجر إلى سفن هيدين أن يدبر له زيارة خفية إلى برلين لكي يقابل هتلر ويقول له: اركب إلى لندن وقابل وزرائنا وقل لهم هائنذا، إن الاستمرار على القتال فيما بيننا هو ضرب من الجنون لا يفيد منه إلا روسيا عدوتنا وعدوتكم لكي تسحقنا فيما بعد الواحد تلو الآخر، هلموا فلنضع يدنا بأيديكم ولنتعاون بإخلاص من جديد، وهنا سأله سفن هيدين حسنًا ولكن ماذا يحدث إذا اعتقل الإنكليز هتلر حتى نهاية الحرب؟ فأجابه الإنكليزي أبدًا إن الإنكليز سيتأثرون بشجاعة هتلر ويتفقون معه، فلما أن سمعها هيس اغتر بها وبدأت الفكرة تجول في دماغه ليطير إلى الإنكليز فمنعه هتلر، وكاد بالرغم من ذلك أن يسافر على أثر زيارة مولوتوف وزير خارجية