ستالين لبلين، ولما أن صعد هيس الطائرة في كانون الأول ١٩٤٠ م أصيبت بعطب بعد قليل فعاد بها إلى المطار وأوعز بتعديل بعض أجهزتها، ولما بدأ التوتر يشتد بين ألمانيا وروسيا اعتقد أن ساعة الصفر قد اقتربت، فطار نهائيًا في ١١ أيار ١٩٤١ م وحلق نحو اسكتلندا ليهبط هناك بالمظلة قرب قصر دوق هاملتون وهو يتخيل أنه سيجتمع بأركان الحرب ويعقد الصلح على أهون سبب، ولما نزل منكسر الساق بالمظلة وعرض الصلح اعتقله الإنكليز وسجن، ولما علم هتلر بسفره جعل يهز قبضتيه بعدما أيس من إدراكه قبل نزوله هناك، واستمر هياجه هذا المعتوه. . هذا المعتوه لن يستطيع في هذه الحركة أن يتوصل إلى اتفاق مع إنكلترا.
ولا ريب أن استقالة رئيس أركان حربه الذي لم يخسر معركة واحدة في خلال سنتين قد أثرت تأثيرًا شديدًا في نفسية هتلر، فلقد تخلى عنه القائد الفحل وأصرَّ هتلر على الهجوم على روسيا لما قام به ستالين من التآمر ضد الرايخ لفتح جبهة ثانية في الشرق لغزو ألمانيا غزوًا مفاجئًا وطعنها من الوراء شأن الجبار الغادر الرعديد، لذلك قام هتلر يدرس مع أركان حربه خطة هجوم على روسيا في قاعة الخرائط، ولا نهمل حزمه وسياسته فإنه أراد أن يسكن روسيا حتى يسيطر على الغرب ثم يلتفت إلى الشرق، وكان نجاحه باهرًا، ولما ضايقته خيانة ستالين ولم يتوفق لعقد الصلح مع بريطانيا التي أصرت على مواصلة القتال بالرغم عن ضعفها المهلك إذ ذاك وقوة هتلر المخيفة، أدار هتلر سفينة الرايخ الثالث نحو الشرق وسلطها على رمال روسيا ووحولها وثلوجها، وحشد خمسة ملايين من فلول الجيوش الألمانية ووضعها أمام الجيوش الشيوعية التي كان عدد جنودها سبعة ملايين، وهم ليس كالجنود الألمانية الذين أهلكت قواهم حروب الغرب، فأربعة وعشرين شهرًا في المعارك الغربية هدت حيل الجيوش وأنهكت قواها، فكيف يراد منها أن تكلل جهودها في الجبهة الروسية، كان السلاح الجوي الألماني في حالة إرهاق بعد أن دوّخ الغرب فيحتاج لوقت طويل للراحة وإعادة التنظيم.
ولقد قام هتلر يشجع قواده ويعدهم بالنصر تارةً ويتهدد ويتوعد أخرى، وقد