فلو أنها تصفو لصافت ملوكها ... وأحبارها أهل النها والمرافع
ولكنها غدارةٌ في فعالها ... كما غرَّغِرٌ في سراب البلاقع
فما نالنا في ذا الزمان مصيبةً ... ورزء دها من معضلات القوارع
غداة سمعنا بانهدام لعرشنا ... وكسر لأهل الحق من كل سامع
وذاك لعمر الله موت محققٍ ... حكيمٍ بصيرٍ عاملٍ بل وجامع
لأشتات علمٍ طالما حار أهله ... فأبدى مخبأ معضلات البدائع
هو العلم المشهور في كل محفلٍ ... حليف العلى والفضل للشر قامع
تسلسل من قومٍ هداةٍ أجلةٍ ... ذوي العلم والتحقيق أهل التواضع
عنيت به حبر البلاد وبدرها ... فتى من سليم فائقًا في المجامع
وذا عمر قل لي هو ابن محمدٍ ... تقى نقي علمه خير نافع
إمامٌ همامٌ ألمعى محققٌ ... جرى على قمع الردى والمخادع
حبيبتٌ منيبٌ بالعبادة ناسكٌ ... مجالسه يسعى لها كل راتع
خبيرٌ بأصناف العلوم جميعها ... مفيدٌ لطلاب العلوم التوابع
فمن لعلوم الشرع يشرح أصلها ... ويحمي حما الإسلام من كل قاطع
ومن لبحوثٍ بعده من مجاهد ... يقوم بنصر الحق من كل خادع
فمن لعلوم الأصل يشفي لسقمنا ... ويهدي لحيران جهولٍ وضائع
ومن لفنون الإرث يقسم بيننا ... ومن لعلوم النحو يكفي لسامع
فيا لوعتي من فقده وفراقه ... وثلمته في الخلق بين المجامع
ويا حزني من بعده في ضريحه ... فمن مثله فينا لبذل المنافع
ويا جزعي من نزع شيخٍ مهذبٍ ... يعيد ويبدي ديننا غير نازع
ترى حوله الطلاب من كل وجهةٍ ... يؤمونه بالكتب كل مسارع
فيعطيهمو من كل فنٍ لطالب ... كما هل قطر بانصباب الهوامع
ولما فجعنا بالممات لحبرنا ... وفقد نبيه القدر نافي المطامع
ترانا بهم باهتين لرزئه ... وعبراتنا تجري كحد اللوامع