وكلٍ يبكي بانكسار خواطر ... لدى عمهم فقد الحبيب الممانع
وقاضٍ لإقليم هداة قطينه ... فأضحى طلولًا طامساتٍ بلاقع
يحق لنا نرمي على الأرض خشعًا ... وننفي لذيذ النوم عند المضاجع
فلو كانت الأموال تفدي لشيخنا ... لجدنا بها في فكه بالتسارع
ولكن حكم الله لا بد نافذ ... وما قدر الرحمن لا بد واقع
قضاء قضاه الله جلا جلاله ... وما أمره إلا على رغم جازع
صبرنا لحكم الله من غير سخطةٍ ... وكلٍ إلى مولاه لا بد راجع
فقد جاء عن خير الهداة محمدٍ ... بنقص لأهل العلم من كل نافع
وهذا هو التصديق حقًا فإنه ... صحيح أتى بالنص خذه وراجع
فيا أيها الإخوان صبرًا فإنه ... مضى لطريقٍ كلنا فيه واقع
وقوموا جميعًا بالسؤال لربكم ... يلم لشمل الدين عند الفجائع
فأحسن مولاي الجليل عزائكم ... كذا جبر المصاب من كل رائع
ووفقكم ربي طريقة شيخكم ... بجدٍ وتشمير وكسب المنافع
لأن كان حبر الناس أمسى مفارقًا ... سقاه الردى كأسًا مرير المجارع
وكانوا بلا راع يلم لشملهم ... وخلفهم حقًا كأغنام رواتع
فذى عادة الدنيا بخلٍ وصاحبٍ ... وكم آذنت أهلًا بتشتيت المجامع
فيا فارج الهم الشديد كروبه ... ويا منجي الغرقا رؤوفًا بخاضع
ويا سامع النجوى قريبًا لمن دعا ... مجيب دعاء من سؤول وطائع
تفضل بنصرِ عاجلٍ غير آجل ... ومن بإسعافٍ على كل ضارع
وصلِّ إلهي كل حينٍ وساعةٍ ... على خير مبعوثٍ كذا خير شارع
محمد الهادي إلى خير شرعةٍ ... نبيٌ أتى حقًا بخير الشرائع
وآلٍ وأصحابٍ هداةٍ أجلةٍ ... ينادون بالإخلاص فوق المجامع
وقال الشيخ حمد بن مزيد قاضي قبة يرثي المترجم:
على العالم النحرير شمس المعالم ... نريق دموعًا مثل صوب الغمائم