فما قد دهانا ساعةً بمصيبةٍ ... ورزء فظيع مزعج للعوالم
يمثل مصابٍ قد دهانا بروعةٍ ... وشَدة لوعاتٍ أتت بالعظائم
وغم وأحزان وغم وكربةٍ ... وبؤسٍ وتنكيدٍ لحلو المطاعم
لدن قيل مات الشيخ قطب رحا الهدى ... حليف التقى سامي الذرى والدعائم
وأعني به بدر الدجى علم الهدى ... وذا الفضل والإحسان وافي المكارم
هو ابن سليم واسمه عمر لقد ... سمى ذكره فوق السُّهى والنعائم
لقد أظلمت أرض القصيم بموته ... وعمَّ الدجا في نجدها والتهائم
فأعظم به من فادح جلَّ أمره ... وهدَّ لركن الدين للقلب كالم
فيا لك من رزءٍ فظيع ومزعجٍ ... وخطبٍ مهولٍ قاطع الظهر قاصم
فمن مثله يرجى لحل مشاكل ... إذا أعجزتنا مشكلات المخاصم
ومن مثله في بذل علم وحكمةٍ ... وإرشاد طلابٍ ونصحٍ لعالم
لقد كان ذا عقل وعلم وعفةٍ ... وقلب سليم من جميع المآثم
فلله من حبر جليلٍ وضيغمٍ ... هزبر على الأعداء غيظ المراغم
حليم رحيم ألمعيٍّ مهذبٍ ... فصيح نصيح صادق القول حازم
تقي نقى ناسكٍ متروعٍ ... عفيفٍ نظيفٍ من جميع اللوائم
غيورٍ لدين الله سيفٍ مهندٍ ... على الضد لا يخشى ملامة لائم
وقد كان عدلًا في قضاياه منصفًا ... وفي الحكم بين الناس أحسن حاكم
ويقضي بعلمٍ لا بجهل وغر هوى ... وليس بطياشٍ عجولٍ وغاشم
ونهمته في العلم مذ شب يافعًا ... وما همه الدنيا وجمع الدراهم
له في فنون العلم باعٌ طويلةٌ ... يقصر عن إدراكها كل عالم
يحل عويص المشكلات بفقهه ... ووقاد ذهنٍ للغوامض فاهم
يقضي بتدريس العلوم نهاره ... ويحيى الليالي قائمًا غير نائم
فوا لهفي واحر قلبي ومهجتي ... على فقد بدر الدين زين العوالم
مجالسه للعلم عادت خواليا ... وأمست قفارًا دارسات المعالم