كأن لم تكن يومًا رياضًا أنيقةً ... زهت بزهور مطربات نواعم
وإن وفاة الشيخ ثلم بديننا ... وهدمٌ عظيم ماله من ملائم
فقل للذي يقليه أو مبغضٍ له ... هلموا فسدوا منه لو ثقب خاتم
فما مبغضِ للشيخ غير منافقٍ ... خبيث الطوايا فاسد القلب آثم
فصبرًا بني الإسلام صبرًا لما دهى ... من المعضلات المفظعات العظائم
فإن إله الناس منفذ أمره ... على كل راضٍ بالقضاء وراغم
ولو كتب الله الخلود على امرؤٍ ... لخلد خير الخلق صفوة هاشم
ولكن موت المرء حق محتمٌ ... وذو العرش رب الناس أحكم حاكم
سلوا الله أن يوليه عفوًا ورحمةً ... ويحضى بفوز خالد فيه حائم
ويخلفه فينا بخير وعصمةٍ ... من الفتن الدهيا وسوء الخواتم
ويبقى لنا أعلام دين محمدٍ ... مشايخنا الأخيار من كل عالم
ويحي بهم ما مات من هدي أحمدٍ ... ويمحو بهم سبل الردى والمآثم
ويجعلهم في الدين والخير قادةً ... تحث على التقوى وترك المحارم
وأمر بمعروفٍ ونهي عن الردى ... وإرشاد جهالٍ وردع المخاصم
ويبقى لنا بدر الدجا سامي الذرى ... إمام الهدى بحر الندى والمكارم
ويجعله للدين والشرع نصرةً ... ويردي به الأعداء من كل ظالم
ويحي به الإسلام ممن يرومه ... بسوءٍ وشرِ من جميع العوالم
فأكرم به من ذي تقى وشهامةٍ ... وليثٍ هزبرٍ في الحروب وحازم
رحيم حليم عادلٍ متفضلٍ ... سجيته التقوى وهجر المآثم
لأهل الهدى ذي رحمةٍ وتواضع ... شديدٍ على أهل الردى والجرائم
فلا زال إسعاد الإله يمده ... وأعداؤه في كبتٍ وذلٍ ملازم
ويبقى ولي العهد نصرًا لديننا ... وقمعًا لأهل الزيغ من كل ظالم
يشد به أزر الإمام مساعدًا ... له في شؤون المسلمين اللوازم
لقد كان ذا عقلٍ ورأي وسؤدد ... لوالده برٌ مطيعٌ وخادم