فاض الدموع وفاض الشعر فاستبقا ... وصرت أنظم حين الدمع ينتثر
من غير سبكٍ لأن الفكر مندهشٌ ... أما يحق لها أن تدهش الفكر
وقد قلبت نظام الشعر آونةً ... من محدثات أمور كلها عبر
دع عنك ذكرى الذي تد كان أسكتني ... في مثل موقفنا لا تذكر الفجر
وابكٍ الفنون وقد مات ابن بجدتها ... وزال عن طالبيها السمع والبصر
من للعويص إذا دجا دياجره ... ولم يكن في علم منه ينتشر
من للتلاميذ كالوراد من ظمئ ... لفيض بحرٍ به الأمواج تزدخر
ظلوا حيارى غداة النعي فاجأهم ... وبيتوا القول هل يقضي لهم وطر
مات الذي غرست يمناه غرسهم ... فمن يعذيه حتى يطلع الثمر
من للمواعظ يمليها مرتلةً ... من كل معنى لديه يخشع الحجر
وحسبنا الله هل يدري مشيعه ... من غبيوه ومن في التُّرب قد قبروا
وإنما الآية الكبرى لمعتبر ... إن تحوي بحرًا عجاجًا هذه الحفر
وتهبط الشمس للبيدا فتسكنها ... ويختفي اليوم في أطباقها القمر
أين الذي يصدر الفتوى مكللةً ... من الأدلة بالبرهان تزدهر
أودى وغادر أذهانًا مشتتةً ... من هول مصرعه قد حفها الخطر
لأن تغيب منه في الثرى جسدٌ ... فما تغيب منه الذكر والأثر
لم تتحد يعرب إلى عليه أسا ... ولم يضمهم في ذاك مؤتمر
فكل فردٍ من التبريج فيه حوى ... قلبًا ترامى به الأحزان والضجر
يا أهل نجدجٍ وقيتم كل كارثةٍ ... ونلتم أجر من عند البلا صبروا
إن المصاب ولو جلت فوادحه ... يهون في مصرع المختار فادكروا
واستشعروا الصبر وارتادوا العلوم ولا ... تألوا اقترابا إلى نهج الأولى غبروا
وامشوا على سنن الأسلاف حيث مشوا ... مع الدليل وقد فازوا وقد ظفروا
وحبذوا فكر الطلاب واستبقوا ... ونابذوا خطبة العصري وانتهروا
بثوا النصائح وأبوا كل مبتدعٍ ... صواعقًا من سماء الشرع تنفجر