وثابروا وأنشروا الدعوى تؤيدها ... من المليك سيوف الهند والسمر
عبد العزيز أطال الله مدته ... في نصرة الحق إن الحق منتصر
من أتعب النفس في تكميل راحتنا ... حتى يلذ له في نومنا السهر
برًا بأمته سهل الحجاب لهم ... رمز التواضع ما في خده صعر
من وطد الأمن والدنيا مروعةً ... من المخاوف والهيجاء تستعر
لا هم أيده بالنصر المبين على ... أعداء دينك من يحدوهم البطر
واشدد بأنجاله من أزره وهم ... أهل المعالي ونعم القادة الغرر
وأسبل شآبيب رضوان ومغفرةٍ ... على الفقيد وعفو منك ينهمر
من مات في صفر من صدر عام وقل ... أمسيت دارك عليين يا عمر
كذا ذكر الناظم في تاريخه، والصحيح ما ذكرنا ولعله لم يبلغه خبر وفاته إلا في صدر العام، وممن رثاه الفاضل الشيخ عبد المحسن بن عبيد بهذه القصيدة:
أشكو إلى الله علام الخفيات ... مصيبةً عظمت لا كالمصيبات
موت التقى الإمام قدوتنا ... الماهر البطل العالم الرات
محقق العصر مفتي الوقت عالمنا ... فقيه نجدٍ بإطلاق البريات
محي العلوم وقاضي عصره عمر ... ذو العقل والدين مع حسن السجيات
مفتي البلاد وحيد العصر فاضله ... أخو المعارف فينا والسعادات
العالم الفاضل ابن الشيخ عالمنا ... علامة الوقت مأمون السريرات
مصيبة الشيخ ليس كالمصيبات ... لكن على ذي التقى من كل قنات
نجمٌ هوى في الثرى فالله يجبرنا ... على مصابٍ ثوى من بين أموات
رزءٌ ثقيلٌ على الإسلام قاطبةً ... والمسلمين كذا كل البريات
خطبٌ جسيمٌ على نجد وساكنها ... أعظم به من خطوب الماجريات
ريعت له من ذوي التوحيد أفئدةً ... فكم دموعٍ جرت تتلو لعبرات
فيا لعين بهطل الدمع قد بخلت ... متى تهل مع العبرات قطرات
يا عين فابكي على شيخي ولا تهني ... واهمي من الدمع كرات عديدات