تنكر هذا العصر لكن فإنه ... بطيبٍ ثنا أبقاه فينا معرف
وقد لبست نجد ثياب حدادها ... على زوج فضل لا عن الحق ينكف
لأن مهد التمهيد مضجعه له ... فكوكب ما أبقى من العلم مشرف
سأبكيه بالدرين دمعي ومنطقي ... بسلك تآبين عليه تؤلف
أجاوب ورقاء الحمام بشجوها ... وأغلبها في لوعتي حين أهتف
سأنشد قبرًا حل فيه رثاءه ... وأعصي عذولًا شاء عن ذاك يصدف
فلهفي لا مداحي عليه تحولت ... رثاء بها تلك المدامع تنطف
ولكن فما بعد النبي محمدٍ ... رجاء بقا والخلد لا يتشوف
فما نحن إلا ركب موتٍ إلى البلا ... صروف الليالي للمنية تقذف
فهذا سبيل العالمين جميعهم ... فذا لا حق هذا وهذاك يسلف
فيا رب روي الروح في صوب رحمةً ... فقد كان في الدنيا بها يتعطف
وروحه بالريحان والروح والرضا ... والحق به في الحشر من فيه يشفف
وأرخّ فقيه العصر حين رثائه ... قضى عالم الدنيا لمولاي يأزف
وهذه قصيدة رثائية للشاب الفاضل وابن الأكرمين الأفاضل عبد العزيز بن الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ قالها في المترجم:
الدمع من عيني ذو هملان ... والقلب مملوء بذي الأحزان
والجسم أصبح مستدقًا ناحلًا ... والنوم حارب مقلتي وجفاني
والليل طال وبدلت نعماؤنا ... بؤسًا لفقد العالم الرباني
عمر الذي عمر المجالس بالتقى ... والدرس والتحقيق والعرفان
رب المعارف والحقائق والعلى ... والحلم والإرشاد والإحسان
ورث المكارم كابرًا عن كابر ... بنو سليم هم أولو الإتقان
يتقشفون على كثافة قدرهم ... يتواضعون وهم عظيمو الشأن
من للمجالس في بريدة بعده ... من للعلوم وسنة العدنان
يا رب فارحمه واسق ضريحه ... صوبًا من الرضوان والغفران