وحقًا بكى المغني وكافي وغايةٌ ... وإقناعهم شرحًا أراد المصنف
وحقًا فمغني النحو أصبح مشكلًا ... وكل غريبٍ فيه ليس يعرف
وحقًا فجار الله (١) دق اعتزاله ... وما دس في كشافه ليس يكشف
وحقًا فلن ينهى مراد نهايةً ... عليه غريب فهمه ستوقف
فأسيافه في البحث قاطعة الضبا ... بها امتاز ما قد صححوا والمزيف
يقوم بإيضاح المسائل جاهدًا ... وأشتاتها بعد افتراق يؤلف
وأقلامه فيه الأوابد لم تزل ... بتقييد علم من مداده تغرف
له قدمٌ في الفقه سابقة الخطى ... كما في كمال الدين والعقل يوصف
فكم كان يحيى فيه ليلًا كأنما ... يصيد بفخ الفهم درًا ويكتف
أبان الخفايا بل إذا لبيانه ... أردت اختبارًا سحر بابل يردف
مثقفةٌ ألفاظه عذبة الجنا ... فما غير ذاك اللفظ قيل المثقف
طوى الموت حقًا حنبلي زمانه ... طوى الموت حقًا من هو المتعفف
طوى الموت من في العلم أصبح ساعيًا ... بعزمٍ صحيح مقدمًا لا يسوف
قفوا خبرونا من يقوم مقامه ... ومن ذا بمحراب الهداية يعكف
قفوا خبرونا من يوقف طالبًا ... على غامض الآيات لا يتكلف
قفوا خبرونا من إذا ولي القضا ... فميزانه القسطاس ليس يطفف
ومن ذا تطيب النفس يومًا بقوله ... سواه ومن ذا بعده قيل منصف
هو الجبل الراسي تهدم ركنه ... قفوا نبكه يا أمة المصطفى قفوا
حوى من مواريث النبوة إرثه ... وصارت به أعلام علم ترفرف
وفي موته الأعلام عادت إلى الثرى ... ورد به الأعلام ما منه خلفوا
(١) يعني أن الزمخشري محمود المسمى جار الله دس في تفسيره المسمى الكشاف أمورًا من الاعتزال وهي دقيقة لا يعرفها إلا ذو المعرفة من العلماء يشير بأن نقاد العقائد قليلون ومن يعرف الاعتزال بعد الشيخ عمر بن محمد بن سليم.