كذا هذه الدنيا تقلب بأهلها ... تسر قليلًا صفوها كالحبائل
تغر أخا جهلٍ بصفو نعيمها ... وعما قليل بالهموم القواتل
وذي سنة الله الحكيم بخلقه ... قضاءٌ من الرحمن أحكم عادل
وكم قد رأينا من جهولٍ وغاشمٍ بطورٍ لحق الله لاهٍ وغافل
فصادته أشراك المنيات بغتةً ... وخر صريعًا من مشيد المنازل
وفارق أهلًا من قريبٍ ومعشرٍ ... إلى جدث يبليه تحت الجنادل
فإن كنت ترجو أن تعيش محبرًا ... بعيدًا من الردى رفيع المنازل
فكن راضيًا فيما قضى الله وحده ... بلقبٍ سليم من قبيح الدغائل
صبورًا على كرب الزمان ومره ... وذا جلدٍ فيما دهى من مهاول
وحبَّ وأبغض وآل من كان مؤمنًا ... وعاد لأهل الزيغ من كل خاتل
ولازم على التقوى لتحمد غبها ... بيومٍ به يجزي إذًا كل عامل
به يسعد الأخيار من كل متقٍ ... وكم ظالمٍ يدمي بعض الأنامل
وخذ أهبة للموت قبل نزوله ... فعما قليلٍ راحلٌ بعد راحل
وصلِّ إلهي مع سلامٍ مضاعفٍ ... على خير مبعوث بحسن الدلائل
محمد المختار من آل هاشم ... وآلٍ وأصحابٍ كرامٍ أفاضل
بعد نزول القطر من وابل السما ... وما ماضَ برق من خلال الزواجل
وفيها كسفت الشمس والقمر في شهر واحد، وهذا نادر الوقوع، وحج بالناس في هذه السنة جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود، وأيضًا حج فيها أناس من الأعيان.
وفي ١٤ من شوال فاجأ الملك فاروق الأول صاحب مصر بزيارة ملكية للمملكة العربية السعودية عن طريق البحر الأحمر، فاستقبل في جدة ثم إنه أدى صلاة الجمعة في المسجد الحنفي بجدة وذلك في ١٥ من شوال، ثم عاد بعد ذلك راجعًا إلى مصر.
وفيها في ١٧ من جمادى الأولى أعني ١٣٦٤ هـ وفاة الزعيم في بريدة إبراهيم