لقد خصهم ربي بكل مزيةٍ ... وأعلاهمو فوق السها والنعائم
وصلِّ إلهي ما تألق بارقٌ ... وما سحت الأمطار من جون الغمائم
على المصطفي المبعوث للناس رحمةً ... في الهدى والأبطحي ابن هاشم
محمد الهادي إلى خير نحلةٍ ... وما حي الردى المعصوم من كل ظالم
وآلٍ وأصحابٍ هداةٍ أجلةٍ ... ومتبع يقفوا هموا في العزائم
وسلم تسليمًا كثيرًا مضاعفًا ... يفوق لعد الرمل مع قطر ساجم
وكان لنا أخٌ في الله يدعى صالح بن إبراهيم الرسيني من تلامذة الشيخ عمر بن محمد بن سليم، ومن تلامذة الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي، أصيب بوفاة والدته ثم والده ثم بأخيه، وبعد ذلك أصيب بوفاة زوجته وأولاده، فعزيته بهذه القصيدة في هذه السنة، وتوفى بعدها بخمس سنين:
رسالةُ ذي ودٍ شفيقٍ مناصح ... لمن كان ذا رزءِ عظيم البلابل
يسليه عما قد دهى من مصائب ... يحث على التقوى وترك الرذائل
وكم من مصيبةٍ تمر على الفتى ... يكاد لها قلب الفتى من زلازل
يطير لهول البين ناس ثوابها ... لما قد دهى من مزعجات القلاقل
فيكشفها ربي ويأني بضدها ... تعالى إلهٌ ليس عنا بغافل
فكن صابرًا مهما دهتك مصيبةٌ ... صبورًا على الشدات عند النوازل
إذا كنت مفجوعًا بفقد أحبةٍ ... من الأقربا أهل الوفا والتعامل
فحمدًا لمولانا وشكرًا على القضاء ... ونسأل مولانا جزيل الفضائل
يمن علينا بالرضاء بحكمةٍ ... وبالصبر للمقدور من كل نازل
وكلٌ سيمضي ذاهبًا خلف ذاهب ... وكل إلى الأجداث لا شك راحل
وهذا بآجالٍ تتم جميعها ... قضاها حكيمٌ ملكه غير زائل
إذاجاءت الآجال ليس تأخر ... كما هو في التنزيل تبًا لجاهل
فلا يأمن الدنيا من الناس عاقل ... ولابد يومًا للنعيم بزائل
وكل اجتماعٍ عن قريبٍ مفرقٌ ... وكل جديدٍ عن قريبٍ بسامل