ويا ناصرًا من كيدهم لخليله ... وقد شد مكتوفًا إلى حر جاحم
يريدون في النار الخليل بكيدهم ... فريدًا وحيدًا هاضه كل ظالم
وقد ضجت الأملاك لله بالدعا ... وليس له وجةٌ يميل لناقم
فقلت لها كوني فعادت بلحظةٍ ... سلامًا وبردًا لا تفيد لطاعم
ويا عائدًا على سليمان ملكه ... وقد كان مسلوبًا على فقد وخاتم
وسخرت ريحًا منك تجري بأمره ... رخاءً ولطفًا من جزيل المكارم
ويا كاشفًا ضرًا لأيوب موجعًا ... وعاد فقيرًا بعد طول السقائم
ومن بعد ذا عافيته من بلائه ... وعدت بمفقودٍ وخير مكارم
ويا منجيًا ذا النون من كرب غمه ... وفي بطن حوتٍ تحت يم ملاطم
عليه طباق البحر في وسط لجةٍ ... فجدت بإخراج له فعل راحم
ويا مظهرًا من كان للكون سيدًا ... سلالة عبد الله صفوة آدم
وأيدته بالمعجزات التي بها ... أقرت جميع الخلق عرب وعاجم
بأسمائك الحسنى وأوصافك العلى ... بلطفك يا ذخرًا لكشف الدواهم
إلى بابك الأعلى رفعت لحاجتي ... وكل إلى المولى فقير المظالم
تعطف بجمعٍ للحبائب رحمةً ... بدار نعيمٍ مع خيار النواعم
إلهي وأحسن في الجنان لحظنا ... ننعم فيها باجتناء المطاعم
ولا تخزنا يوم القيام لحشرنا ... بيومٍ به يشقى إذًا كل ظالم
وذلك يوم ليس يجدي عشائر ... به يذهل الأولاد هول العظائم
فيا ويح من كانت عذابًا حياته ... بداريها يجزي العتاة الأجارم
ويا رب متعنا بكل موفقٍ ... حكيمٍ عليمٍ من هداة العوالم
أولئك أهل العلم من كل جهبذٍ ... هداة الورى أهل النهى والمكارم
فإنهموا للساكنين أئمةً ... بهم يهتدي بل تقتدي ذو العوالم
فكم جاهلٍ قد حار في طرق الردى ... فجدوا بإنقاذٍ له عن مأثم
وكم سننٍ أحيوا وكم بدعٍ نفوا ... وكم سارعوا جهدًا لنفع العوالم