ويا من هو الجبار جل جلاله ... له الأخذ والإعطاء وكشف العظائم
تفضل علينا بالرضاء تفضلًا ... مع الجبر للمكسور يا ذا المراحم
إليك إلهي نشتكي لمصابنا ... فأنت الذي ترجى لكشف الدواهم
إلى الله نشكو ما دهانا وغمنا ... بدمعٍ غزيرٍ ساكب بل وساجم
لموت خيار الخلق من كل جهبذٍ ... هداةٍ تقاةٍ من خيار العوالم
كذاك بقاء الشر ينمو وأهله ... فأظلمت الأقطار من كل ظالم
وهذا أوأن غربة الدين قد فشت ... فعادت خرابًا طامسات المعالم
وكيف وقد جاءت ثقات بنقلهم ... عن السيد المعصوم صفوة آدم
برفع علوم الشرع في موت أهلها ... ونقصٍ لأهل العلم من كل حازم
وذي سنة الله الحكيم بخلقه ... قضاء قضاه الله في نسل آدم
فكل ابن أنثى لا محالة راحلٌ ... ولو عاش في الدنيا فليس بدائم
وكلٌ وإن طال الثواء مصيره ... إلى مصرع الهلكى وطحن الرمائم
على الخلق طرا قد قضى الله وحده ... بموتٍ وضيع القدر مع كل حازم
فكن عابرًا بل لا تكن عامرًا لها ... فما هي إلا مثل أحلام نائم
فمن ذاقها يومًا من الدهر صفوةً ... سقته سريعًا من كؤوس العلاقم
فما هي إلا كالسراب بقيعةً ... يغر بها الجهال شبه البهائم
فلا تغترر بالمال لو زاد كثرة ... ولا تحش بطنًا من كثير المطاعم
ولا تثقن فيها بكل جميلةٍ ... وأكب على علم الثقاة الأكارم
ولو كان شخصٌ في الحياة مخلدًا ... لكان رسول الله صفوة آدم
ولكنها الآجال تأتي ببغتةً ... وليس يردها كثير العزائم
سيمضي على هذا الخلائق كلهم ... كما قد مضى الأخيار من كل عالم
عليهم سلام الله ما هبت الصبا ... وما أطرب الأسماع صوت الحمائم
فيا قاهرًا فوق العباد بقهره ... على عرشه استوى معيد العوالم
ويا غامرًا كل العباد بفضله ... ويا حاكمًا قهرًا على كل حاكم