على الفقد للأحباب أهل المكارم ... بكيت طويلًا بالدموع السواجم
بكيت على الأصحاب جهدًا بعبرةٍ ... وبحت بما عندي فلست بكاتم
يحق لعيني أن تهيل دموعها ... بهم وغم من حلول العظائم
ففي كل يوم قد رزئنا بفادحٍ ... فراق حبيبٍ من قريبٍ وعالم
كذاك صروف الدهر إن كنت صابرًا ... وإلا ستسلون سلو البهائم
إلى الله نشكوها مصائب جمة ... وحزنًا طويلًا للقلوب ملازم
وما المرء في الحياة إلا معذبٌ ... يكابد أنكادًا ويرمي بالدواهم
لقد نالنا في ذا الزمان مصائبٌ ... ورزء كبير من دواه قواصم
على فقد أحبابٍ لنا طاب ذكرهم ... بفعلٍ جميلٍ مع صفات كرائم
بهم طاب أوقات الزمان وأهله ... تعزى بهم أهل النهى والمكارم
فلو كان آخذًا بالأيادي وبالقوى ... لكنا نحامي دونهم كالضياغم
وقمنا سراعًا كي ندافع دونهم ... بضربٍ وحربٍ شاهر للصوارم
وقلنا لمن بالسوء قد كان قاصدًا ... لكي يرعوي أهل الشقا والجرائم
تأخر فدون القوم إن كنت رائمًا ... دفاعٌ شديدٌ من عظيم الملاحم
ودونك عنهم أنفسًا يفتدوا بها ... ونفديهمو في جاهنا والدراهم
ووالله إن كنا نجود بنصرهم ... ونهرع في إبقائهم في العوالم
جديرٌ بنا إذ كان حقًا ودادهم ... خلاصة أحباب سموا في المكارم
فلما رأينا الأمر قد جاء من السما ... بأمر إلهٍ قاهرٍ بل وحاكم
وليس لأمرٍ قد قضاه مليكنا ... دفاعٌ بأسبابٍ وكتب تمائم
صبرنا بتسليمٍ لأمر الهنا ... رضينا به والله أرحم راحم
فقمنا بإنجازٍ وجمع لفائق ... نحث لغسالٍ بتجهيزٍ قادم
فاعجل في تغسيل من كان راحلًا ... وسرنا بهم نحو العرى والهشائم
فيا فرقةً هل يرتجي منك أوبةً ... ويجمعنا ربٌ بدار الأكارم
فيا من هو القهار لا رب غيره ... تباركت مولانا جزيل المكارم