لقد دهشت للإذاعات الأخيرة التي نسبت تصريحًا لفخامتكم بدعوى تأييد اليهود في فلسطين وتأييد هجرتهم إليها بما يؤثر على الوضعية الحاضرة خلافًا للتعهدات السابقة، ولقد زاد في دهشتي أن التصريح الذي نسب أخيرًا لفخامتكم يتناقض مع البيان الذي طلبت مفوضية الولايات المتحدة الأمريكية في جدة، ثم إنه أطال ابن سعود بالموضوع وشجع اترومان لحل هذه المشكلة، وناشده بحق العدل الذي جاهدت الولايات المتحدة لأجله كل عدوان غاشم، ولقد أوفدت أمريكا وبريطانيا إلى ابن سعود لجنة لحل هذا الموضوع، وسنذكر ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى.
وفيها وفاة الشيخ القاضي في الحجاز المرزوقي، وذلك في شهر صفر، وكان فيما ينسب عن فضيلته أنه قام بالقضاء زهاء نصف قرن فكان مثالًا في العدل والإنصاف، وامتاز بعلو كعبه في الفقه الإسلامي، وطول باعه في المسائل الفقهية واشتغاله بهذه الشؤون، ووافق له جو صالح لنمو مواهبه، ويعد من خيرة العلماء الحجازيين، وأن موته خسارة وفراغ كبير، فرحمة الله على علماء الإسلام، ونشكو إلى الله ما نلاقيه من موت العلماء واندثار الشمل، وقلة الرغبة في العلوم الدينية، أليس من الخسران إن نزع العلماء من القبائل وفشو الجهل وقلة الاعتناء بهذه البضاعة.
وفيها اغتيل ملك سيام وقد ألقى البوليس القبض على عدد من المدنيين السياميين للتحقيق معهم في تهمة الاغتيال.
وفيها وصل فجأة إلى مصر وحل في قصر عابدين مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، وكان وصوله في ٢٠/ ٤ من هذه السنة، فتشرف بالسلام على ملك مصر فاروق.
وفيها عين الرجل المثقف عبد الله البراهيم الفضل قنصلًا عامًا للمملكة العربية السعودية في مصر، وصدرت الموافقة الملوكية بتعيينه في رابع شعبان من هذه السنة.
وحج بالناس ابن سعود ملك العرب العظيم، وكان عن طريق الجو، وحج