غالب البيوت السعودية بالطائرات، وكثرت الطائرات في هذه السنة وبلغ عدد الحجاج ربع مليون، وقد جرى تنظيم وتيسير وإدارة حسنة للحج، وأكثر الشعراء من المديح لصاحب الجلالة، ونورد هنا قصيدة ألقاها الشاعر عبد الهادي الطويل هذا نصها تحية لعاهل الجزيرة:
سنا مستمد من سنا الله باهر ... يرف كما رفت نجوم زواهر
أفاض الهدى في الخافقين رفيفه ... فلم يبقَ في صقعٍ من الأرض حائر
وضوء أرجاء الجزيرة مثلما ... يضوي صبحٌ مشرق الوجه سائر
إذا ما طويل العمر لاح تألقت ... على الأفق أنوار وولت دياجر
وهلل نجديٌ وكبر منهم ... وسارت بأنحاء الحجاز البشائر
مليكٌ له نصر اللواء على السها ... وفى كفه سيفٌ من الحق باتر
قلوب بني الإسلام طرًا سريرةٌ ... وأفواهمم أعواده والمنابر
ولم تقف العليا إلا ببابه ... ولم تجتمع إلا لديه المآثر
وما تجلت قط العروبة مثله ... ولا انعقدت إلا عليه الخناصر
يحف به الإخلاص من كل جانبٍ ... وتغشاه بالحب العميق الخواطر
ويبدو فتسري في النفوس مهابةً ... فتخشع من فرط الجلال النواظر
ويهتز للمعروف والخير والندا ... كما اهتز غصن في الحمائل ناظر
وبين شعوب الضاد ينفح ذكره ... كما نفحت بالطيبات الأزاهر
به نيطت الآمال في الشرق والمنى ... وعادت به أمجاده والمفاخر
يذكرني عصر الرشيد زمانه ... وقد عز فيه المسلمون الأواخر
حسام بني عدنان والأمر حارب ... ودرع الأماني والمنايا دوائر
وإن جد جِدًا أو ألمت ملمةٌ ... فعبد العزيز الحصن ممن نحذر
أخو الحرب إِما كشرت عن نيوبها ... ورئبًا لبها والنقع للنجم ثائر
غدته صغيرًا ناشئًا بلبانها ... وربته في ميدانها وهو كابر
تتيه به البيض الصوارم في الوغى ... وتزهى به الجرد المذاكي الضوامر