ويأتي إليه النصر من عند ربه ... فيرجع من ساح الوغى وهو ضافر
أمولاي جاد الدهر وافترت المنى ... وجاءك يسعى من بني مصر شاعر
لقد سنحت لي فرصةٌ ذهبيةً ... فها أنا للقصر المشيد أبادر
وقد ملكتني من جلالك روعةٌ ... فهل أنت لي يا ذا الجلالة عاذر
أسائل نفسي أين أنت وعند من ... نزلت ومن هذا الكريم الموازر
أفي زمن المأمون أم أنا حالم ... وفي أي قصرٍ يا ترى أنا حاضر
وما هذه الدنيا قد بلغتها ... وتلك الأماني الباسمات النواظر
بلى نحن في صحو لدى خير عاهل ... بجانبه الطائي في الجود مادر
أياديه قد فاضت على كل مسلمٍ ... وآلاؤه غرٌ جسامٌ غوامر
هو البحر إلا أن للبحر ساحلًا ... وما لعطايا ذلك البحر آخر
سأثني عليه بالعشيات والضحى ... إذا ما أقلتني لمصر البواخر
بنفسي وأهلي من هداني جبينه ... إلى حيث قامت للإله الشعائر
فطرت وفي صدري من الشوق علةٌ ... يضيق بها القلب الجريء المغامر
وأقبلت للبيت الحرام ملبيًا ... وطفت به والقلب جذلان شاكر
حنانينك ربي إنني جئت تائبًا ... وما لي سواك اليوم للذنب غافر
فجد لي بغفرانٍ كريمٍ ورحمةٍ ... تقر بها عيني ويهدأ خاطر
تباركت هادي العَالمين للكعبة ... ثراها ثريًا بل حصاها جواهر
بها طاف إبراهيم من قبل وابنه ... كما طاف من بعد النبي المهاجر
عليهم سلام الله ما ذر شارق ... وغنى على أفنائه اللدن طائر
أمولاي حياك الإله تحيةً ... كما حيت الروض الغيوث البواكر
دعا باسمك الداعي إلى المجد والعلا ... وسار على ضوء الهدى منك سائر
وأنت الذي أحيا تعاليم دينه ... وقام بشرع الله فينا يجاهر
أقمت حدودًا طالما قد تعطلت ... وتعطيلها ما فيه إلا الفواقر
ودستورك الذكر الحكيم وإنه ... لطبٍ به تشفى النفوس الجوائر