وكان خيام النساء والجواري والوصائف على اتحاد في موضعها وما يتبع كل نجل من الخدم والأولاد والأثاث على اتحاد، وسيارات البترول واللاسلكي على اتحاد، وسيارات الركوب كذلك، وسيارات النقل كذلك، ويحف بالموضع من أقاصي أرجائه الجيش النظامي، وبالرغم من وجود صاحب الجلالة الملك المعظم فإن الفواكه قد بلغت غاية في الغلاء، حتى بلغت وزنة الطماطا أربعة عشر ريالًا، وانتهت قيمة الحطب إلى قدر عظيم في الغلاء حتى بيع الحطب الذي يقدر بحمل بعير بثلاثين ريالًا بعد أن كانت القيمة أربعة ريالات، ولولا ما اتخذته مديرية مالية بريدة من جلب الأسباب قبل ذلك في شحن السيارات والسعي في نيله لكان الأمر أعجب وكان يأتي إلى ذلك المخيم يوميًا أربعمائة حمل من الحطب، وقد بلغت قيمة الحطب الذي استهلكه المخيم العظيم مائتي ألف وثلاثين ألف ريال في شهر واحد، وبما أن الفواكه ترد من مصر والشام وغيرها عن طريق الطائرات يوميًا فإنها لا تزال في الغلاء، أما بقية الأسعار فإنها تحسنت قيمتها.
ثم إنه قسم الملك ابن سعود على أهل بريدة ألف كيس من البر والدقيق، ومائة ألف وخمسين ألف من النقود، وعلى بقية قرى القصيم مائة ألف من النقود، هذا الذي كان في الظاهر، وأما ما كان سرًا فإنه لا يحصى، ولما كان في ٢٩/ ٤ سار على سبعين من السيارات لزيارة عنيزة يصحبه بعض أنجاله، فأقام فيها يومًا واحدًا ورجع آخر النهار، وفي يوم الاثنين الموافق ٢ جمادى الأولى سافر إلى بلاد حائل على ظهر ثلاث طائرات، وقد سار أمامه بعض التقليات والمصفحات إليها فقدمها وأقام فيها يومين، ثم إنه رجع مسرورًا وقد خرج الأهالي من بريدة لاستقباله في المطار لما رجع إليها، ولما نزل من الطائرة الملكية وقف للناس وهم يزدحمون للسلام عليه ويبتسم عجبًا من محبتهم له، ثم إنه أقام في بريدة إلى ١٧ جمادى الأولى الموافق ليوم الثلاثاء، ولقد سر سرورًا بشجاعة أهل القصيم، وما يكنون في أنفسهم من النصح له والمحبة، وزاد إعجابه بهم.