يا ابن المفدى لعمر الله ما انطلقوا ... إليك إلا وهم في شخصك الدنف
بذلت من أجلهم ما ليس يجحده ... إلا الذي هو سوء الكيل والحشف
وذدت عنهم ذئابًا طالما افترست ... أحشائهم واحتوتهم أيما ثقفوا
ولم تزل في الدجى ترعى مضاجعهم ... وفي بطون الصحاري حين تتقف
* * *
وهبت منك قلبًا رق وازدحمت ... من خشية الله في أعماقه الغرف
بكل محنيةٍ فيها لهم سكن ... وكل مرقبةٍ منه لهم ترف
* * *
سلوا المشاعر كم من محرمٍ هتكت ... أستاره وملب بات يختطب
وكم منيبٍ شهيدٍ قد قضى ظمأ ... وحوله الماء إلا أنه اللعف
ورحله لا تساوي درهمًا سفكت ... دمًا حرامًا له الأركان ترتجف
* * *
همو الوحوش وهل للوحش من سبب ... إلا البراثن في أشداقها الجيف
قامت عليهم حدود الله فانقرضوا ... وما همو غير ما يطوي به الصلف
وأصبحت رحبات الوحي طاهرةً ... من الجناة وما اغتالوا وما اقترفوا
* * *
فلا غرابةَ والأمثال يضربها ... بك الثقاة ومن بالفضل يعترف
بذلت فيها من الأموال أكرمها ... من دون منٍّ وأغرت غيرك الطرف
والخير عندك أغلى ما ظفرت به ... والبر بالناس فيه يحسن السرف
* * *
مواهب الله في كفيك هاميةً ... ومن حياض أبيك الشعب يغترف
وأنت في المجد دنيا نستظل بها ... وبين برديك دين الله يعتكف
* * *