وكانت بريطانيا قد أعلنت في ٥ رجب أنها ستنسحب من فلسطين فنشطت المنظمات اليهودية في فلسطين، ولما أن قال الخطيب الأول في مجلس العموم البريطاني أنه لا يمكن أن نعرض أبناءنا للاغتيال والقتل على حساب الغير انتقد حكومة العمال، واستفسر عن سبب بقاء الجنود الإنكليز في فلسطين، وطالب بسحب الجنود البريطانيين حالًا عن فلسطين، فانتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وانسحب الجيش البريطاني منها في يوم السبت ٧ رجب، ولما أعلنت بريطانيا انتهاء انتدابها على فلسطين أعلن اليهود من تل أبيب قيام دولتهم إسرائيل، ومن العجائب مبادرة أمريكا بالاعتراف بها فإنه لم يمضِ على إعلان اليهود بقيام دولة إسرائيل ست عشرة دقيقة حتى اعترفت بها.
ولقد تعصب رئيس أمريكا ترومان اليهودي لليهود ولم يرع للعرب حقًا.
ولما تدفقت الجيوش العربية على فلسطين اشترط صاحب الجلالة عبد العزيز ابن السعود ملك المملكة العربية السعودية أن لا يحارب جيشه إلا إلى جانب مصر وعن طريق مصر لا عن طريق شرق الأردن، وذلك لتوتر العلاقات بينه وبين الشريف عبد الله بن الحسن، فأرسلت بعض وحدات الجيش النظامي من المملكة العربية السعودية بمعداتها الخفيفة بالطائرات بقيادة العقيد سعيد بك الكردي، ووكيل القائد عبد الله بن نامي، مع هيئة أركان الحرب إلى مصر، ولحقت بها السرايا الثقيلة بالبواخر إلى ميناء السويس، وساهمت بألف طن من المحروقات، ثم تحرك الجميع مع الجيش المصري إلى ميدان القتال في فلسطين، وهناك أطبقت جيوش الدول العربية باليهود وأحاطوا بهم من كل جانب، حتى أشرفوا على مدينة تل أبيب، وتقدمت فرق المتطوعين وأبلوا بلًاء حسنًا، واستشهد في ميدان الشرف كثير من زهرة رجال العرب، وفي مقدمتهم القائد العظيم عبد القادر الحسيني، وبالرغم من ذلك فإن العرب أشرفوا في الجبهة الداخلية على القدس، واحتل بعضهم طولكرم قريبًا من الساحل، وأصبحت نهاية اليهود وشيكة، فقامت أمريكا وحملت مجلس الأمن على إصدار قرار بوقف القتال لمدة شهر، وقرر أنصار اليهود انتداب