عدن، أيضًا بحث ابن الوزير إلى دول الجامعة العربية يريد السلاح والذخيرة وأهمها الطائرات والدبابات والسيارات المصفحة مستعينًا في هذا أنه يريد تأديب البدو الطامعين في أموال الإمام يحيى، ويريد منهم أيضًا الحصول على اعترافهم له رسميًا، لكنه لم يحصل منهم على شيء.
وقد أكد وفده وكتبه على جلالة الملك ابن سعود نشكو سوء حالة اليمن وتمرد الأمير أحمد في الإغارة على صنعاء ونهب ما فيها من أموال وسلاح، وأن الحكومة اليمنية الآن تطلب مساعدة جلالتكم والجامعة العربية بإرسال الطائرات القاذفة والدبابات لإرهاب هؤلاء اللصوص، وقد حاول الفضيل الورتلاني أحد أعضاء الوفد أن يطعن في الجامعة العربية، فهبَّ جلالة الملك غاضبًا وقال له: بل أنت اللص، أنت وزملاؤك الذين قتلتم الإمام يحيى ولم تراعوا سنيه التسعين ولا جهاده في سبيل استقلال اليمن وحمايتها من الأجنبي أربعين سنة، فما وجد الوفد أذنًا صاغية، بل وجد الملك السعودي غضب عن استنكاره لخطة ابن الوزير، وظلَّ على الحياد في نزاع أحمد وابن الوزير.
ولما أن كان في ١٨ ربيع الثاني بدأ الأمير أحمد يهاجم صنعاء بعدما أبرق إلى ذوي القدر في مصر بواسطة المندوب ينذر أن لا تقوم أية طائرة إلى صنعاء لأن القبائل كلها والجيش ثائر معنا يقول في مناطق لا تبعد عن صنعاء بأكثر من كيلو مترين، هذا وقد كان راديو صنعاء يواصل إذاعته أن الأمن استتب في العاصمة وما حولها، كما أن الجيوش التابعة لابن الوزير، لكنها كانت خاطئة.
أما أحمد فبعث في ٢٥ من الجاري إلى جلالة الملك عبد العزيز في الرياض يرجوه أن لا يقدم وفد الجامعة العربية إلى اليمن، بل يظل في جدة حتى تحتل قواته صنعاء، ثم إنها تحرجت الحالة في صنعاء، واشتد الضغط لها من قوات أحمد حتى خيف على المدرسين المصريين في اليمن.
ولما قدمت طائرتان حربيتان إلى صنعاء لنقل هؤلاء المدرسين تعذر الوصول إلى الأرض والهبوط في صنعاء للأخطار، وشوهدت القبائل المغيرة تحيط بأسوار المدينة لأن أبوابها كانت مغلقة، فعادت الطائرتان إلى جدة وأبرقتا بذلك إلى رئيس الوزراء في مصر تنتظر تعليماته.