أن ينظروا إلى مصالحهم ويدافعوا عن حقوقهم بما يختارون من الوسائل معتمدين على الله ثم على أنفسهم، متمثلين بقول شاعرهم:
وإنما رجل الدنيا وواحدها ... من لا يعول في الدنيا على أحد
وقد علمتهم الحوادث أن حقوق الشعوب في نظر الدول القوية حبر على ورق، وأن الحكمة للقوة وحدها في كل زمان ومكان:
متي تجمع الرأي الصحيح وصارمًا ... وأنفا حميا تجتنبك المظالم
وستبقى فلسطين عربية على رغم الصهيونية، ثم تكلم كل مندوب عربي بتقرير كلام فيصل.
ومما قال بعض الشعراء هذه القصيدة وقد عزاها بعضهم إلى الأستاذ فؤاد شاكر في دار الوزارة، وقد نالت الاستحسان واستعيد أكثر أبياتها:
ذر الدمع واذرف سائل القلب بالدم ... فلا مأتم فيما مضى مثل مأتم
وأقبل على سيل الحوادث عابسًا ... غضوبًا بزار الغاضب المتجهم
فأين إباة الضيم من كل سيد ... يصول على الظلام صولة ضيغم
وأين رعاة الحق من كل صيد ... يذود عن الأوطان جور التحكم
لقد آن للموتور أن يدفع الأذى ... ويدفع ظلام الحقوق بميسم
لقد آن أن يردي الضلال بعزمة ... وأن لايطأ الباغي بشع ومنسم
أبي الحق أن نمشي الغداة أذلةً ... نسام هوانا من بغيٍ ومجرم
يعز على العليا أن يفقد الحمي ... كرامته أو أن يذل ويرتم
سخيًا على رغم اليهود أعزةً ... ونسحق بالأقدام ذل التقسم
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه ... يكن كيهود الأرض ذلة مغنم
طغت بفلسطين الهموم مبيدةً ... فمادت بقايا ركنها المتهدم
طغت بفلسطين الرزايا وإنها ... لها الله كالبيت العتيق المحرم
رماها بغاة السوء والشر والأذى ... بكل غويٍ فاجر متأتم
رويدًا بغاة الظلم فالدهر قلب ... وما ظالمٌ إلا سيبلي بأظلم
لقد طال ليل الظالمين وعسفهم ... ويا رب ليلٍ للمظالم أسحم