هلموا بني الإسلام فالأمر حازبٌ ... ولابد من حزم الجريء المقدم
هو الجد إن اليوم يوم وثوبكم ... فإن الجهاد اليوم للمتقدم
فدونكم هبوا لنصرة دينكم ... بحزمٍ فمن يغفل عن الحزم يندم
وجودوا لها بالمال والنفس طيبةٌ ... وما هو إلا بذل نفسٍ ودرهم
وسيروا ففي عبد العزيز لواؤكم ... وقائدكم في الحادث المتهجم
وقد أكثر الشعراء من القصيد في فضائح اليهود، ولو أتينا بكل ما قيل لضاق الموسع، كما أن صحف البلاد العربية شنعت على اليهود وباحت بمسبتهم، ودوت الإذاعات في سائر الأقطار العربية وغيرها بشأن قضية فلسطين.
وبالرغم من ذلك كله فإن اليهود حصلوا على مطلوبهم ونالوا أمانيهم، وباء العرب بالفشل، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وذلك لأمور:
- منها قيام بريطانيا وأمريكا إلى جانب اليهود، فأصبح العرب يجاهدون أمريكا وبريطانيا.
- ومنها تخاذل العرب وعدم وقوفهم صفًا واحدًا في نحر العدو، فإنه شوهد من بعض ملوك العرب أكبر خيانة وأبلغ طعنة وقعت في نحورهم، ولا نصرح بذلك.
- ومنها أن الملك عبد الله بن الحسين ظهر خائنًا للعرب، وتكشفت نواياه عن أمور لم تكن في الحسبان، وذلك بأن ثبت أنه كان على اتصال باليهود طول مدة الحرب في فلسطين، وذلك بخمس وثائق كتبها بخطه عثرَ عليها المنقبون، بينما كان يدعي أنه القائد الأعلى للجيوش العربية إذا به يرسل الوفود إلى إسرائيل يعترف بها وبحكومتها وبوزير خارجيتها.
ولقد بذلت العراق كل جهد لحمل الحكومة الأردنية على تغيير سياستها، ولكن مساعيها في ذلك لم تنجح، ولقد استدعت شخصية كبيرة في عمان وزير العراق المفوض هناك وأبلغته رسالة إلى حكومته تتضمن عدم الموافقة على أن يهب الجيش العراقي لإسداء العون للجيش المصري، وإذا لم يلبَّ هذا الطلب فإن الجيش العربي الأردني على استعداد تام لقطع خطوط مواصلات الجيش العراقي والالتحام معه.