وكان في قضاء الخرج وتلك النواحي الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن آل باز النجدي.
وكان في قضاء بريدة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد.
وكان في مدينة عنيزة من بلاد القصيم فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي، وكان حليمًا وقورًا عفيفًا سكينًا، فيه مكارم أخلاق، وله قوة ملكة في التفسير والتأليف، وقد طبع من مؤلفاته عدد كثير، وهي موجودة فجزي الله من أعان الإسلام وأهله ولو بشطر كلمة، وإن عالمًا كمثل الشيخ عبد الرحمن في حكمته ودماثة أخلاقه لقليل.
أما القاضي في عنيزة إذ ذاك فكان فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عودان.
وفيها، بل في مستهلها افتتحت كلية الشريعة في مكة الشرفة، وكان موضعها في شارع القشاشية قريبًا من دار الأرقم، وقريبًا من منزل حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وإن تأسيسها ليبشر بخير لأنها تضم الناجحين من المعاهد وغيرها، فأقبل إليها الطلاب، وعلقت الآمال على طلابها.
وفيها انتهى طبع مصحف مكة المكرمة، وكان هذا الصحف قد قام بطبعه شركة من الحجاز، وقام بهذه الفكرة بعض الأدباء، ففوض الأستاذ محمد طاهر الكردي الخطاط، وجري الاتفاق معه على كتابته، فأكمل نسخه بهمة عالية، وصححته لجنة مؤلفة من بعض أفاضل العلماء بمكة، وبعث به إلى مشيخة القراء بمصر، ثم إنه جلبت له مطبعة كبيرة حديثة من أمريكا فبوشر طبعه في السنة التي قبلها وانتهي في هذه السنة، ولقد سرت الأمة كثيرًا بمصحف مكة المكرمة، وبأنه صدر من هذه البلاد المقدسة التي أنزل فيها القرآن لأول مرة، واعتبرت هذه الوثبة التي وثبتها البلاد بهذا المشروع مظهرًا رائعًا من مظاهر انبعاث المجد لهذه المملكة.
وفيها في موسم الحج عشية عرفة والساعة في الحادية عشرة تزيد ثلاثين دقيقة أصاب الحجاج وهم وقوف في عرفات مطر ممزوج بحجارة -أعني بردًا- واتفق أنه كان معه ريح شديدة جدًا، فتأذى المسلمون بذلك بعدما رجمهم البرد