أعجب بعبقريته وكفاءته ومؤهلاته الحربية والعسكرية حينما زار الصحراء العربية في هذه الحرب.
وما زال يدرب من وكل إليه أمرهم من النود تدريبًا فنيًا جيدًا حتَّى أصبح الجندي السعودي، له شأن عظيم لا يفقد شيئًا من أمور البطولة والشجاعة، وإن وجود قائد كمنصور على وزارة الدفاع بهذه البراعة ليؤذن بتقدم الجيش السعودية وقوته، وإنه يبلغ مبلغًا طيبًا، ولا ريب عند أهل المعرفة أن وفاته هدّ عظيم في جانب هذه المملكة، ولقد حزن عليه والده وبكاه، وتأثر لموته، وأصيب به المسلمون، وخسرته الحكومة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، قدر الله وما شاء فعل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولقد أسس مساجد، وطبع كتبًا على نفقته، وقام بمشاريع عظيمة، غير أن المنية لم تمهله يعمل ولا يكمل، فيا للفادحة الكارثة، ويا للرزء الكبير، ولقد أمر صاحب الجلالة الملك بتنفيذ جميع ما أسسه إكرامًا له، ومساعدة لأعماله الخيرية التي قام بها، وما زال يتقدم بالجيش حتَّى أصيب في هذه السنة كرض مخوف، فبعث به والده الملك إلى باريس للمعالجة، ولما قدمها لم يفد فيه العلاج شيئًا، بل اشتد ألمه، وبعد ذلك خرجت روحه هناك، وكان قد أوصى والده بوصيتين حينما أراد الذهاب وأحس بأن المرض قد أجاه، وخشي أن لا يرجع أوصاه باولاده، ثم أوصاه أن يهتم بقوة الجيش وإعداد السلاح، وقال إن الحكومة هي الجيش، فبقوته تقوى الحكومة، ولما توفاه الله تعالى هناك دعى والده يحثمانه إلى المملكة ليانس بقربه للزيارة، فأتى به وجهز وصلى عليه ثم دفن في الطائف.
ولقد حرصت حال وضع ترجمته على إثبات قصيدة رثائية لهذا القائد العظيم فلم أجد شيئًا، ولولا ضيق الوقت لأتينا بمرثاة تعدد شيئًا من مناقبه وأخلاقه.
ونبرز هنا كلمته التي ألقاها في استقبال القوى السعودية المجاهدة في فلسطين بعد أن أدت واجب الجهاد في تلك الأرض المقدسة، ثم قدمت في الشهر الخامس من السنة المتقدمة، فوافاها في ميناء جدة على رأس كثير من