رجال الجيش وأعيان البلاد، ورؤساء الدوائر والوجهاء، وأساتذة المدارس، ورجال الكشافة، وعمد المحلات، وهي هذه:
أبناء وطني العزيز، حضرات الضباط والجنود، أيها المجاهدون الأكرمون، إنه ليملأ قلبي سرورًا حين أحييكم جميعًا وأحيي فيكم روح الشجاعة وروح التفاني لحماية الوطن، والذود عنه، عن هذه القلوب من أبناء الوطن التي احتشدت لتحي المجاهدين في سبيل الله لتوحي إلى وإلى هذا الجيش الذي أتشرف بإدارة أمره بروح الاعتزاز والفخر، وتبعث في نفوسنا روحًا وثابة للعمل في تنظيم قواتنا وإعداد عدتنا للدفاع عن هذا الوطن المقدس، إن الجيش هو سياج الوطن وهو بعد الله حامي حماه، والجيش ليس إلَّا مظهرًا من مظاهر الأمة، وهو عنوان مجدها وفخارها التي لا يكون الجيش مفاخرًا لنفسه إلَّا إذا رأى الأمة بشبابها وكهولها وشيوخها تمده بأكبادها وقلوبها، لقد انبثقت قوة الإسلام من هذه البلاد المقدسة، ففتحت المدن والأمصار وشباب اليوم هم نسل آباء الصدق الذين خلقوا لهذه الأمة ذلك التراث العظيم من المجد والفخار، ولا ينقصنا للوصول إلى ما وصلوا إليه إلَّا صدق العزيمة للسير على الطَّرِيقِ الذي ساروا عليه.
أبناء وطني، أمامنا مستقبل حافل بالأحداث، ومن لا يكون ذئبًا أكلته الذئاب، واني أنتهز هذه الفرصة السعيدة فادعو جميع من يستطيع من أبناء وطني الإنخراط في سلك الجندية لحفظ كيان البلاد والدفاع عن السلام، ولنأمن على أنفسنا في أوطاننا، نحن لا نريد العدوان على أحد، ولم نكن يومًا ولله الحمد من المعتدين، إنني أنتهز هذه الفرصة لأشيد بالمساعدات العظيمة التي لقيها جند مولاي الملك عبدِ العزيز من عطف ورعاية حباها به جلالة الفاروق ملك مصر، وكذلك المساعدات العظيمة التي لقيها من حكومة مصر وشعبها، وإن الصلات التي توثقت بيننا وبين مصر حكومة وشعبًا واشترك فيها الدم القاني في سبيل غاية واحدة في السراء والضراء كالبنيان المرصوص تعمل لخير