الشيخ عبدِ العزيز العبادي أن يدرس فيه ويعلم، فأحاطت بهذا الشيخ طلاب العلم من كل جهة وقصدوه من كل جانب، وكنت أظن أنَّه يبذل لفقراء الطلبة مساعدات مالية ويشجعهم ويحثهم ويبذل نفسه ونفيسه في ذلك.
ولقد طلب من الشيخ القاضي عمر بنُ محمد بنُ سليم أن يدرس في بيته بعد العشاء الآخرة فكان يجلس إلى جانب الشيخ ويستمع التدريس، ولا تزال القهوة العربية والشاي يدار على جميع الحاضرين من الطلاب والمستمعين، وبذلك أمسى بيته العامر الكبير مأوى لطلاب العلم والمستمعين.
وكان يقدر العلماء ويوقرهم ويؤيدهم ويقيم المآدب الكبار على الدوام للعلماء والكبراء، فقلَّ من زائر يقدم بريدة إلَّا ويدعوه إلى بيته وكرامته، وله عادات حسنة يقوم بها ويجمع الأخيار ويانس برؤيتهم، ويطمأن إلى حديثهم، فبذلك كان سخيًا جوادًا مبذالًا، ويختص أهل العلم والدين ويقدم مجالسهم ويقربهم، ويميل إليهم بتواضع ولين عريكة وخفض جناح، وإذا منَّ الله على عبدٍ فليفعل ما شاء من خصال الخير.
وكان المترجم تاجرًا كبيرًا وحصل على شيء عظيم من البيوت والأراضي والدكاكين، وساعدته الظروف والأحوال في زمنه فكان له جاه ومنزلة عند الخاص والعام.
ومما عرف عنه أنَّه يدقق في إحصاء أمواله، فإذا كان في شهر رمضان أخرج زكوات كثيرة، ويعتبر بيته في القصيم من أكبر بيت، فإنه قد امتلأ بأولاده وبناته وأبنائهم وأبناء أبنائهم، حتَّى روي لنا أنَّه أخرج عن بيته في صدقة الفطر ستين فطيرة، ويرى على أبنائه وأحفاده آثار النعيم والبهجة، وقد ثقل في آخر عمره لأنه عاش اثنتين وتسعين سنة، فكان يحمل في عربة أهداها له جلالة الملك المعظم عبدِ العزيز بنُ عبدِ الرحمن، وكانت جميلة تدف من خلفها، وهذه مما أهداها لجلالته رئيس الولايات المتحدة روزفلت.
ومما يؤثر عن المترجم أنَّه ذكر لجميع أنجاله وأحفاده أن من كان مشتغلًا منهم