قال بعض حجابه عنه: قام جلالة الملك للتهجد في بعض الليالي فلما توضأ وأراد أن يكبر إذا بأنين مريض سمعه على البعد فسأل عنه فقيل مسكين خارج سور المربع أصابه حصر البول فألقى بنفسه هناك يئن لما يقاسيه من شدة الألم. فقال للحاجب: إحمله في سيارة واذهب به إلى المستشفى ولا تبرح مكانك حتى يعالج. قال الحاجب فقمت مبادرًا أقول في نفسي: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون أذهب به فلعلي لا أدخل الرياض إلَّا بشدة لأنَّ الأبواب مغلقة أو قد لا تفتح لنا بليل ثم إذا دخلنا فمن يوقظ الأطباء في هذه الساعة وما عساهم يقومون إلَّا بالنهار ثم إنَي التزمت المريض وحملته معي في السيارة قال فما وصلت السيارة الدروازة إلاَّ وقد سبق الأمر العالي بفتحها فدخلنا من دون استئذان ولما قربنا من المستشفى إذا أنوار المصابيح والكهرباء في تلك الساعة من منتصف الليل وهذا خلاف العادة فساعة وصلنا إذا بهم يحملون المريض ويباشرونه في الحال تنفيذًا للخطة المرسومة لهم من قبل الهاتف ونحن في الطريق وباشره الأطباء مباشرة حارة فما لبث أن قام كأنَّما نشط من عقال فأخذته ورجعت به إلى موضعه ثم دخلت وصعدت إلى جلالة الملك فوجدته واضعًا يده على خده جالسًا فبدرني بقوله: ما صنع المريض قلت شفاه الله تعالى فبدرته العبرة وقال: الحمد لله الذي عافاه وسر لذلك كثيرًا. وخرج مرة لصلاة الاستسقاء وكان يستصحب أكياس الذهب والفضة والنقود إذا خرج ليقسمها على الفقراء فتراه في ذهابه يمشي موكبه مطمئنًا وينثر بيديه المال يحثوه حثوًا فلما كان في أثناء سيره مرَّ شيخ كبير يريد أن يراه أمام سيارته الخاصة فلم تمهله المقادير أن يجتاز ولم يملك السائق السيارة فحطمت ساق الرجل الهرم وألقته على الأرض فأوقف الملك سيارته ونزل إلى الأرض منكسف البال وألقى بنفسه على الشيخ الهرم المصاب يبكي ودموعه تسكب على وجه الشيخ قد التزمه يبكي ويقول: بسم الله عليك يا أبي يصغرها كعادة أهل نجد