في سائر المدن والقرى، ويتألف اللجان لذلك في مختلف البلاد وتقرر رغيفًا واحدًا لكل فرد من أفراد الشعب. إذا كان ممن لا عمل له أو إن عمله لا يسد حاجته ولا حاجة عياله حتى بلغ ما يوزع عليهم في جميع أنحاء المدن ربع مليون رغيف يوميًا زنة كل رغيف خمس أواق وبلغ ما كان ينفق في مكة المكرمة من عيش المبرة يوميًا ١٢٥ ألف قرص. ولم يقف به الأمر عند هذا الحد حتى أمر بأن تخصص لكل فرد من أفراد رجال البادية ونسائها كل شهر ثلاث كيلات من الأرز ونصف ريال مضافًا إليها كسوة كاملة في الصيف وأخرى في الشتاء ترسل إليهم في قراهم بواسطة السيارات ويوزعها رجال أمناء من قبله. ولقد كنت حاضرًا في مكة المكرمة لأداء الحج عام إحدى وستين بعد الألف وثلاثمائة فشاع للأمة أن صاحب الجلالة سيحج مبكرًا أو يقدم إلى مكة فأقبلت جموع من البادية وبنوا بيوت من الشعر في الأبطح من مكة على طريقه وكانت تلك البيوت على صفة مدينة مستقلة ذلك لما قام بالمسلمين من خوف الجوع والعري. ولما أن وصل إلى عشيرة كانت سيارات الكسوة للفقراء تبلغ ثماني عشرة سيارة من سيارات النقل محملة بها وفرحت الأمة بقدومه وكنت أسمع من يقول على جهة التعظيم أنَّه سيقدم على ألفي سيارة فأطلقت قلاع مكة من منتصف نهار اليوم ١٥ من ذي القعدة إلى منتصف الليل مائة طلقة مدفع وطلقة. ولمَّا أن قدم الموكب قبل غروب الشمس بثلاثين دقيقة ورأى كثرة المجتمعين أمر بأن يشتغل على نفقة الحكومة ثلاثمائة ماكنة خياطة زيادة على ما جاء به وكانت ساعة للخلائق ينظرون إلى تلك العظمة، وكان النائب قد صفَّ الجنود من قصر السقاف إلى الكعبة المشرفة صفين ولقد حاولت امرأة من أهالي مكة أن تنظر إلى الملك فلم تستطع لكثرة الزحام فانصرفت مرخية الجلباب على وجهها تقول بأعلى صوتها: هذا الملك ابن سعود اللَّهُمَّ اجعل عدوه في قبضته فعجبت لذلك وذكرت قوله - صلى الله عليه وسلم -: "خيار أئمتكم الذين