فلما أعطيت لها عجزت عن حملها فأمر لها بذلول تحمل عليها هذا المبلغ وأمر لها بخادم يوصلها إلى منزلها في قلب الصحراء.
وترفع له كل يوم مئات الطلبات من كثير من طبقات الشعب فلا يخيب طالبًا، فمنهم من يعطه أرضًا، ومنهم من يبنى له دارًا، ومنهم من ييسر له سبيل الزواج، ومنهم من يرسله إلى خارج المملكة للعلاج إذا استعصى شفاؤه. ولقد بعث بعالم من العلماء إلى مصر وكان قد أصيب بداء عجزت عن كشفه الأطباء فأجريت له هناك عملية وأخذ عليه أن لا يقرب النساء شهرين فقدر أنَّه بعد وصوله أنس من نفسه العافية ولم يلتزم بالحمية فانتقض عليه جرحه فجعل الملك يأسى على حالته ويقول: لو أنني توليت حميته. وكان يبعث من يريد التزود في طلب أنواع العلوم إلى الخارج ويخصص لهم مرتبات ولقد كان موضع ضيافة ثليم في الرياض أعدت فيه الأطعمة للفقراء والمسافرين ورجال البادية وينتابه ألوف من الوافدين وكان من أوانيه قدر يسع عشرة أكياس من الأرز وكان يصعد إليه بسلالم من حديد وإذا أرادوا غسل هذا القدر فإنَّه ينزل إليه بدرج وكنت قد تحدثت إلى صاحب الضيافة عن صحة هذا الخبر فقال: صحيح وأنَّه يوجد في المربع قدر آخر يسع خمسة جمال تلقى فيه جميعًا وجعل يروي عن الخبز الذي يخبز يوميًا على نفقة الحكومة في الرياض أنَّه بلغ ستة وتسعين كيسًا من الدقيق وكان له مكارم يضايق بها أجواد العرب الأقدمين وإذا سألت كل من له صلة بديوان جلالته ففي كل يوم يرون العجائب من أنواع الحاجات والطلبات ومختلف الرغبات. ومما يروى عنه أن رجلًا شكى إليه مضايقة الغرماء له وإنَّ عليه مائة جنيه ذهبًا وطلب من جلالته المساعدة لسدادها فأمر أن يحقق عن مقدار الدين فثبت أنَّه كما ذكر فكتب الملك بخطه على الطلب بإعطائه مائة جنيه ولكنه تغلب عليه الكرم فكتبت يمناه ثلاثة أصفار بدلًا من صفرين يعني ألف جنيه ولما وصل الأمر إلى شلهوب مدير مالى الخاصة الملكية لاحظ ذلك