اختلاف طبقاتها. ولما أن كان في الساعة العاشرة والنصف تحرك ركابه على السيارة الملكية الخاصة في موكب مهيب من جدة ميممًا مكة المكرمة تحف بسيارته دراجات الحرس النارية وسيارات الحرس العسكرية يرافقه ولي العهد وأمراء البيت الملك ويتبعهم رجال الديوان الملكي والحاشية الكريمة على رتل طويل من السيارات.
وقد ودع في جدة بحفاوة فخمة.
هذا وقد كانت الجماهير الحاشدة على جانبي الطريق من قصر جلالته بجدة إلى مكة المكرمة تحييه وتهتف بحياته. وكان قد وفد إلى القصر العالي بمكة في الساعة الثانية والنصف من صباح يوم الجمعة ٦ ربيع الأول رئيس القضاة فضيلة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ وفي معيته معاونوه وأعضاء رئاسة القضاء ورئيس المحكمة الكبرى بمكة المكرمة والقضاة الشرعيون للسلام عليه مؤكدين لجلالته البيعة المسنونة.
فاستقبلهم بالترحيب والإِكرام وحادثهم بما هو معهود فيه من اللطف والبشر.
أمَّا ما كان من دخوله مكة المكرمة تلك الليلة فإنَّ أهالي مكة لما علموا بمسيره من جدة أقفلوا دكاكينهم وأبطلوا حركة الأعمال واندفعوا بجموعهم الحاشدة كالسيل المتدفق إلى ظاهر مكة المكرمة فاحتشدوا على جوانب الطريق التي يمر فيها إلى المسجد الحرام ومنه إلى القصر الملكي العامر بأعلى مكة بحيث لم يبق موضع شبر في جوانب هذا الطريق خاليًا من الجماهير.
ولمَّا أن دخل مكة بين ذلك التصفيق المدوي في الفضا مصحوبًا بالهتاف الذي يشق عنان السماء أدت الجنود المصطفة هناك التحية العسكرية وعزفت الموسيقى العسكرية وأطلقت مدفعية مكة إحدى وعشرين طلقة وكان حينئذٍ